نقل السفير الأردني لدى لبنان زياد المجالي عن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي التقاه امس، في السراي الكبيرة تأكيده «ان يده ممدودة وقلبه مفتوح ويتسع لكل شيء، ولديه ثقة بأن الوضع اللبناني والحمد الله بأمن وأمان، وإن الخلافات السياسية يجب ان تصل الى حلول في إطار الحوار». وقال السفير المجالي في تصريح: « الجهود مستمرة من قبل الأصدقاء وخصوصاً الجهود السورية - السعودية، ولكن هذا لا ينفي ان هناك قناعة لدى الرئيس الحريري بأن حوار اللبنانيين مع بعضهم بعضاً هو الأساس الذي سيوصل المركب الى الميناء الهادئ، ونحن في الأردن نقدم كل الدعم للأشقاء اللبنانيين، وندعم الجهود العربية التي تهدف الى تأكيد الأمن والسلم في لبنان لنرى جميعاً ان لبنان على الطريق الذي يعيده لأخذ دوره الريادي بين أشقائه العرب». وكان الحريري شدد في رسالة وجهها لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي صادف امس، «على ضرورة ايلاء موضوع مكافحة الفساد الاهتمام اللازم بمعزل عن الخلافات والمناكفات السياسية التي تغلف الحياة السياسية في لبنان لاهميته في انتظام العمل الإداري وتعزيز فاعلية السلطة وخدمة المجتمع عموماً». وقال: «ان هذا التاريخ هو مناسبة عالمية وجامعة تؤكد من خلالها شعوب العالم وحكامه التزامهم مكافحة الفساد وتعزيز المساءلة والشفافية وحكم القانون. من هنا يتوجب علينا في لبنان تذكر هذه التواريخ وأهميتها المعنوية وتعزيز التزامنا اصلاح انظمتنا السياسية والاقتصادية والتطوير الدائم لمؤسساتنا من اجل تحسين نوعية الخدمة العامة التي يحتاج إليها المواطن لتأمين عيش أفضل للبنانيين، وعلينا ان نتذكر اننا في حاجة ماسة الى ورشة اصلاحية متكاملة تعيد ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها وعدم الاكتفاء بالسجالات والمناكفات السياسية التي تتحول بدورها الى مواد سامة للحياة الوطنية وتتشكل من خلالها عوامل الفساد الأكبر الذي يعاني منه لبنان حالياً». وشدد الحريري «على الالتزام بما ورد في البيان الوزاري للحكومة عبر العمل الجدي على تنفيذ بنوده بمعزل عن النقاش او الخلاف او حتى المزايدات السياسية». والتقى الحريري امس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز يرافقه قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ألبرتو أسارتا في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب والمدير العام للإدارة في الجيش اللبناني ممثل لبنان في اللجنة الثلاثية اللواء الركن عبد الرحمن شحيتلي والناطق الرسمي باسم «يونيفيل» ميلوش شتروغر. ووصف وليامز اللقاء بأنه «جيد جداً»، ولفت الى ان المحادثات تركزت «حول الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر»، مشيراً الى زيارته وأسارتا إسرائيل الأسبوع الماضي، للبحث في هذا الموضوع، وقال : «أطلعنا الرئيس الحريري على أجواء هذه الزيارة والقرار الإسرائيلي المبدئي بقبول اقتراح الأممالمتحدة انسحاب قواتها العسكرية من شمال الغجر». وليامز الذي كان أطلع قبل ايام رئيس المجلس النيابي على الخطوة نفسها، اعرب عن اعتقاده امس، «أن الانسحاب الإسرائيلي تطور مهم وخطوة إلى الأمام، ومن المهم أن نلقي الضوء على أن هذه الخطوة ستكون مجرد خطوة أولى لحل وضع الغجر، لكي تستعاد السيادة اللبنانية الكاملة على كامل الأراضي اللبنانية، وبما يسمح بتلبية المتطلبات الإنسانية للقرية. وسألتقي والجنرال أسارتا غداً (اليوم) رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإطلاعه أيضاً على هذا الموضوع». ولفت الى ان البحث تركز ايضاً على الوضع في لبنان وقال: «أشعر بقلق حيال المأزق السياسي القائم في البلاد، وأدعو كل الأطراف الى الدخول في حوار مفتوح واستعمال مؤسسات الدولة لحل أي اختلافات، بغض النظر عن حساسيتها، فلا بديل آخر من ذلك».