«من دحديرة لحفرة» قد يصبح مثلاً شعبياً لدى سكان جدة بدءاً بجنوبها وشرقها وانتهاء بشمالها بسبب إنتشار الحفر في شوارع المحافظة. إذ لا يخلو شارع داخل الحي، أو طريق فرعي وحتى رئيس من وجود الحفر المتتابعة، أو المنحدرات والهبوطات التي تعرقل من يسير على قدميه، فضلاً عن سائق المركبة. وقامت مجموعة من شبان محافظة جدة أطلقت على نفسها مُسمى «أجيال جدة» ويقدر عددهم بنحو 45 شاباً، لتقديم عمل مجتمعي رائد وذلك من خلال تحديد بعض أماكن الحُفر المنتشرة في أرجاء المحافظة، التي تُزعج سائقي المركبات من ناحية وتُسبب أضراراً بالغةً لمركباتهم من ناحية أخرى والعمل على وضع لوحات إرشادية مُصممة خصيصاً لهذا العمل مذيلة بعبارة «احذر أمامك حفرة» ووضع لاصق عاكس على الطريق لتنبيه المارة بوجود الحُفرة في المكان. ويشير مشرف مجموعة «أجيال جدة» محمد الغامدي خلال حديثه إلى «الحياة» إلى أن العمل في خدمة المواطنين في مركز حي السامر مستمر منذ قرابة أعوام ثلاثة تقريباً وهو قائم من أفراد البرنامج باشتراك شهري. ويقول الغامدي: «هذا البرنامج التطوعي يعتمد على أفراد المجموعة فقط باشتراك شهري، إذ يتكفل بعضنا بدفع مبلغ مالي شهرياً لتوفير الأدوات والحاجات الخاصة بتنفيذ العمل داخل المركز». ويفيد بأن حصر الحفر لم يقتصر على مكان محدد دون آخر، بيد أن القائمين على العمل فضلوا التركيز على طرقات مشهورة داخل المحافظة، لكثرة مرتاديها وحاجتها إلى العناية الفائقة بسبب شهرتها وسلبية أن تحاصرها الحفر من كل جانب وصوب، لافتاً إلى من أبرز هذه الشوارع الرئيسة التي تم التركيز عليها شارع التحلية وشارع السبعين وشارع الأربعين وشارع صاري وشارع قريش، إضافة إلى شوارع فرعية متفرقة في شمال ووسط محافظة جدة. ويبيّن أن فكرة حصر الحفر والمنحدرات في طرقات وشوارع المحافظة بدأت قبل أشهرثلاثة، إذ إن القائمين على العمل في مركز حي السامر في العادة يضعون خطة من البرامج التطوعية مع بداية كل فصل دراسي. وجاءت فكرة حصر الحفر في الشوارع إحدى الأفكار التي أطلقها المركز وهي جزء لا يتجزأ من هذه البرامج التي يطلقها مركز الحي. ويضيف: «حصرنا خلال شهرين فقط قرابة 26 حفرة متفرقة في شوارع وطرقات رئيسة ولكن لضعف الدعم المادي لم نتمكن من تغطيتها جميعاً بوضع اللوحات الإرشادية عليها، لتوجيه سائقي المركبات، ولو وجدنا دعماً أكبر لاستمر العمل في تغطيتها، على أمل أن يلقى هذا العمل تفاعلاً أكبر». وأشار إلى أن المدة الزمنية التي يستغرق فيها فريق العمل لتفتيش الطريق الواحد تستمر ليوم واحد فقط، وينتج منها حصر الحفر التي تحتاج فعلاً إلى إعادة تأهيل وإصلاح ويتم خلالها وضع اللوحة الإرشادية مذيلة بعبارة «احذر أمامك حفرة». وأكد مشرف مجموعة أجيال أن القائمين على العمل التطوعي لم يتواصلوا مع المسؤولين في أمانة جدة لطلب المساعدة في حصر الحفر وتغطيتها، لافتاً إلى أنهم لم يتوقعوا تجاوبهم مع الفكرة، ففضلوا عدم التواصل مع المسؤولين. ويوضح أن عمل الفريق لن يتوقف بضعف الدعم المادي، إنما سيستمر وسيتواصل بحسب الإمكانات المتاحة. يذكر أن مجموعة أجيال تهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع، إذ يبدأ عمل المجموعة أولاً بتحديد الحُفر المطلوبة والتوجه لها وفق خطة عمل مُتفق عليها من المجموعة، ليبدأ أعضاء المجموعة بعد ذلك بوضع لوحات إرشادية مُصممة خصيصاً لهذا العمل ووضع لاصق عاكس على الطريق لتنبيه المارة بوجود الحُفر. ولقي هذا العمل إشادة كبيرة من المارة الذين أبدوا انزعاجهم الشديد من هذه الحُفر وتعجبوا من إهمال «أمانة جدة» الواضح لهذه الحُفر، فيما نشر أعضاء الفريق وسماً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت مسمى «حتى تتم إزالتها» ليتمكن المتابعون من المشاركة في العمل وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود.