رفض مصطفى الساهل وزير الداخلية المغربي الانتقادات التي وجهت للمغرب من طرف بعض المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وهيئة الأممالمتحدة بخصوص تعامل السلطات المغربية مع مشكل المهاجرين الأفارقة السريين. وقال الساهل إن المغرب عانى الكثير من مشكل الهجرة غير الشرعية للمهاجرين الوافدين من دول الساحل الإفريقي وواجه لوحده هذا المشكل دون مساعدة الهيئات الدولية المعنية بالأمر. وأوضح أنه لما تفاقم المشكل تم التنسيق بين المغرب وإسبانيا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي تعاني بدورها من هذا المشكل من أجل وضع حد لتدفق المهاجرين السريين الأفارقة فتقرر ترحيل العديد منهم والمتواجدين في المغرب بطريقة غير شرعية إلى بلدانهم الأصلية. وقال لم يقدم الاتحاد الأوروبي أي دعم للمغرب من أجل مواجهة هذا المشكل واكتفى بعض مسؤوليه بتوجيه الانتقادات فقط. وكان المغرب تلقى انتقادات من طرف مسؤولين من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي اعتبروا أن عملية ترحيل المهاجرين السريين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية مسا بحقوق الإنسان. وانتقدت منظمة أطباء بلا حدود بدورها ما أسمته «عمليات التهجير القسري» للمهاجرين السريين الأفارقة وقالت إن السلطات المغربية رفضت طلبها بملاقاة البعض منهم ممن يعانون من ظروف صحية جد سيئة. وكان المغرب انطلق بداية من هذا الأسبوع في ترحيل المئات من المهاجرين السريين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية عبر التراب الموريتاني، إلا أنه تراجع عن ذلك بعد الانتقادات التي وجهت له من طرف تلك الهيئات وكذا من منظمات حقوقية مغربية رأت أن ظروف الترحيل مخلة بالقوانين الدولية في مجال حقوق الإنسان. وقال رشدي هشام أحد مسؤولي جمعية عائلات ضحايا الهجرة السرية إن حوالي 800 من المهاجرين السريين الأفارقة رحلوا إلى بلدانهم الأصلية عبر التراب الموريتاني في ظروف جد سيئة. وأضاف «لقد تدخلنا لدى السلطات المغربية من أجل إيقاف هذه العملية». وأبدت من جهتها موريتانيا الاستمرار في استقبال المهاجرين السريين الأفارقة ونقلهم إلى بلدانهم الأصلية معللة ذلك بكون إمكانياتها المتواضعة لا تسمح بذلك، وهو ما اضطر السلطات المغربية إلى ترحيل المهاجرين السريين الأفارقة جوا. ورحلت في هذا الإطار مؤخرا حوالي 606 مهاجرين سريين من مالي و549 من السنغال جوا إلى بلدانهم الأصلية. من جهة أخرى حذر المفوض الأوروبي المكلف بمتابعة هذا الملف فرانكو فراتيني من أن مشكل المهاجرين الأفارقة لا يزال قائما، وأشار في هذا الإطار إلى وجود حوالي 20000 بالتراب الجزائري ينتظرون الفرصة للدخول بشكل سري إلى المغرب ومن ثم إلى سبتة أو مليلية المحتلتين من طرف إسبانيا، مضيفا أن 10000 آخرين تمكنوا مؤخرا من الدخول إلى المغرب. ويذكر أن مشكل المهاجرين السريين الأفارقة عاودت الظهور في الآونة الأخيرة بعد المواجهات الدامية التي حصلت بين المئات منهم والحرس الحدودي الإسباني بعد محاولتهم اقتحام الأسلاك الفاصلة بين التراب المغربي ومليلية المحتلة ما أسفر عن سقوط قتلى والعديد من الجرحى. وتبادلت السلطات الإسبانية والمغربية الاتهامات على إثر ذلك الحادث وحاولت كل منها رمي المسؤولية على الأخرى إلى أن انتهى بهما الأمر إلى عقد لقاءات ثنائية بينهما لتدارس المشكل. واتفق في هذا الإطار وزير الخارجية الإسباني موراتينوس مع نظيره المغربي محمد بن عيسى في اللقاء الذي جمع الاثنين هذا الأسبوع على عقد مؤتمر وزاري يضم الدول المصدرة للمهاجرين والمستقبلة لها والدول التي يمرون عبرها وذلك من في أفق وضع حل جذري لهذا المشكل.