أجريت أمس بنجاح أول تجربة إقلاع للطائرة السعودية - الأوكرانية (أنتونوف AN-132) متعددة المهمات ذات الوزن الخفيف، التي دُشنت في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، محلقة فوق الأراضي الأوكرانية مدة (ساعة وأربعين دقيقة) بقيادة اللواء طيار ركن متقاعد محمد عيّاش، وعدد من الطيارين والفنيين الأوكرانيين. وأجريت للطائرة عمليات تحضير في مدرج مطار (أنتونوف) شمال غرب العاصمة كييف، قبيل إقلاعها التجريبي، في حضور رئيس جمهورية أوكرانيا بيترو بوريشنكو، تمثلت بتشغيل المحركات والأنظمة التابعة لها، للتأكد من قدرتها على الطيران، حتى أقلعت وتمكنت من التحليق في الجو بنجاح، بمثابة خطوة أولى تعقبها خطوات تجريبية أخرى حتى تحلّق في سماء المملكة بعد أسابيع عدة. وأوضح المشرف العام على مكتب إدارة البرامج الخاصة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد الحصان أن نجاح هذا الإقلاع والتحليق التجريبي سيمكن الطائرة من التحليق فوق سماء المملكة قريباً، مشيراً إلى أن «العمل يسير بحسب ما خطط له، والنجاح هو الالتزام بالخطة الزمنية التي وضعت لإنتاج هذه الطائرة، على رغم التحديات التي تواجه مثل هذه المشاريع المتخصصة في مجال نقل وتوطين صناعة الطيران». فيما استقبل الرئيس الأوكراني طياري الطائرة بعد نزولهم منها بعد تجربة إقلاع ناجحة للطائرة السعودية - الأوكرانية، وقام بتسليم اللواء عياش درع الطائرة (AN-132) بهذه المناسبة. يُذكر أن الطائرة (أنتونوف AN-132) تمتاز بقدرتها على التحليق بارتفاع 28 ألف قدم، بحمولة تصل إلى 9.2 طن، وبقطع مسافة أكثر 4500 كم، إذ تم تزويدها بمحركات من طراز «برات وتني 150 A» ونظام إلكترونيات متقدم، وملاحة ومحركات وعدد من الأنظمة الحديثة، كما تتمتع بمميزات عدة تكمن في خفة الوزن، والطيران بمحرك واحد، والتعامل مع أسوأ الظروف المناخية، إلى جانب الإقلاع من أي مكان في العالم حتى لو كان رملياً، ولها استخدامات عدة في المجالين المدني والعسكري. والطائرة نتيجة تحالف مع الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني التي تعمل من خلال شركتها «تقنية للطيران» جنباً إلى جنب مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشركة انتونوف لنقل وتوطين التقنية، وتأسيس بنية تحتية لصناعة الطائرات بالمملكة، بهدف تنمية قدرات التصنيع المحلي، بالتعاون مع الشركات السعودية المتخصصة. ويأتي هذا التحالف التقني في إطار مبادرات المدينة التي يدعمها رئيسها الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، وذلك ضمن برنامج التحول الوطني 2020 لتحقيق رؤية المملكة 2030، إذ تمتلك المدينة 50 في المئة من حقوق الملكية الفكرية لهذه الطائرة. وتعد هذه الطائرة أول خط الإنتاج المزمع تشييده بالتوازي، في المملكة وأوكرانيا، بمشاركة مهندسين وفنيين سعوديين مع نظرائهم الأوكرانيين. في حين كشف الرئيس التنفيذي لشركة تقنية للطيران اللواء المتقاعد علي الغامدي أن معدل الصناعة في المملكة لطائرة النقل أنتونوف AN-132 سيبدأ بنسبة 35 في المئة، ويتدرج إلى أن يصل إلى 100 في المئة. وقال: «إن ثلاث اتفاقات أخرى وقعتها الشركة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، منها تصنيع طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك، مع شركة سايكروسكي الأميركية، وتصنيع طائرات من دون طيار، مع شركة إليت الصينية، وتصنيع هياكل للطائرات من المواد الكربونية والمعدنية، بعد النجاح في تصنيع أول طائرة سعودية متعددة الأغراض، بالتعاون مع شركة أنتونوف الأوكرانية».