مشكلات النظر هي الأكثر شيوعاً بين الناس، وعلى رغم أن حل هذه المشكلة سهل وبسيط، فإن تركها قد يجعلها تتفاقم وتؤدي الى ضعف شديد، وربما الى العمى، خصوصاً لو بدأت المشكلة منذ الطفولة وتم تجاهلها، ففي آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه عدد المصابين بضعف البصر في العالم يبلغ 161 مليون شخص، من بينهم 124 مليوناً مصابون بضعف البصر الشديد، و37 مليوناً مصابون بالعمى، و يعاني 153 مليون شخص آخرون من ضعف البصر الناتج عن عدم تصحيح الأخطاء الانكسارية، ويمكن أن يستعيد كل هؤلاء تقريباً بصرهم الطبيعي بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة. كما أنها قدرت عدد المصابين بالعمى من الأطفال، من دون سن 15 عاماً بما يبلغ 4»1 مليون طفل، ومع ذلك يمكن تجنب نحو نصف حالات العمى بين الأطفال بواسطة العلاج الباكر. أشار عضو اللجنة الوطنية لمكافحة العمى «لمع» والأمين العام لجمعية «إبصار» محمد توفيق بلو إلى أن «لمع» قدرت عدد المصابين بالإعاقة البصرية في السعودية بنحو مليون شخص، منهم 150 ألف كفيف، مؤكداً أن ثلاثة أضعاف المكفوفين هم من ضعفاء البصر، وأن المصابين بالعيوب الانكسارية يمثلون ضعف إجمالي المعوقين بصرياً، وهم من الحالات التي يمكن معالجتها، أو تحسين ظروف الرؤية لديها. ضعف النظر، الذي قد يكون غير ملاحظ عند الأطفال، قد يؤدي الى صعوبات في المدرسة، ما يؤثر سلباً على الدرجات ورغبته في الدراسة وقد يؤدي الى الانطواء. فتخيلوا أعزائي القراء، لو أن طالباً يعاني مشكلة في النظر ولا يستطيع رؤية السبورة بوضوح، فإنه بالطبع لن يستطيع الاجتهاد وإلا تعبت عيناه وآلمه رأسه، وسيفضل الانطواء وسيسرح بعيداً من عالم يُتعبه، ولا يستطيع تمييز ملامحه بإتقان. ولتحافظوا على مستوى أبنائكم الدراسي مع المحافظة على سلامة البصر، فعليكم الانتباه للأعراض الآتية: - عدم رؤية ما يُكتب على السبورة أو التلفاز بوضوح، فالطالب ذو البصر السليم لا يضطر للجلوس في الصفوف الأمامية للرؤية بوضوح. - عدم القدرة على تمييز ملامح الأشخاص المقبلين من مسافة بعيدة. - الضغط على العينين لتكونا شبه مفتوحتين لرؤية الأشياء البعيدة، مثل السبورة والتلفاز وتمييز ملامح المقبلين. - تقريب الدفتر أو الكتاب كثيراً من عينيه عند الكتابة أو القراءة أو الرسم، وذلك ما يؤدي لإجهاده أكثر. - الشعور بصداع، سواء بعد المذاكرة أو الكتابة، أو عند التركيز على أشياء بعيدة لمدة طويلة. - تدميع العين عند التركيز على الأشياء القريبة، كحل الواجبات والرسم. - رؤية نقاط أو أشكال سوداء تتحرك أمام عينيه. هذه المشكلات التي قد تصاحب الأطفال، والتي تبرز بوضوح عند الدخول للمدرسة، لما يشكله البصر من أهمية في الدراسة، قد تكون عائقاً أمام رغبة الطالب في الاجتهاد والمذاكرة، وعلى رغم أن حل هذه المشكلة سهل ولا يكلف وقتاً أو مالاً في معظم الحالات، فإن تركها وإهمالها قد يؤدي الى مضاعفات تشكل عبئاً على ابنك بدراسته في الحاضر وتؤثر على حياته كلها في المستقبل. فإن كان ابنكم أو أحد من أفراد العائلة يعاني من أي أعراض سابقة فتوجهوا به سريعاً الى أفضل قسم عيون وبصريات في أحد المستشفيات ليجد لكم حلاً مناسباً ويعطيكم نصائح حول حالته، ولتجعلوه يرى العالم بوضوح، ولتطمئنوا أنه لن يكون عدداً جديداً في إحصاءات منظمة الصحة العالمية. فاطمة عبدالكريم آل نمر - الرياض اختصاصية بصريات