تمايلت 150 مُسنة على إيقاعات العرضة والرقصات الشعبية مساء أول من أمس، في حضور 500 سيدة، تقدمتهن حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز، التي أطلقت مبادرة «تواصل» لرعاية المُسنات، تستمر على مدار عام كامل، ويشرف عليها مركز «الأميرة جواهر بنت نايف لمشاعل الخير». ولم يغب «الحزن»، عن حفلة المُسنات، التي أقيمت في الملتقى العاشر لجمعية البر في الشرقية، بسبب «عقوق» الأبناء والأقارب، فامتزجت عيون الحاضرات بالدموع، فيما توالت القصص الإنسانية، التي أثارت مشاعر المشاهدات لفقرات الحفلة، التي تضمنت غالبيتها إحياءً للتراث، والأيام التي أمضينها برفقة أهاليهن. إذ لم تتمكن إحدى المسنات، من لفظ الكلمات، وفضلت البكاء، عندما همت بالنهوض، لتلقي كلمات ارتجالية، قالت فيها: «إخواني لا يفتحون لي أبواب منازلهم، لأنهم يعتقدون إنني سأثقل عليهم، وسأطالبهم بمصاريف». وأجهشت بالبكاء حتى توارت عن الأنظار، بعد ان نزلت عن منصة الحفلة. فيما روت مُسنة أخرى، الأحوال التي عصفت بها إلى أن استقرت في دار المُسنات، واختتمت بأمنية «ليتني أرى أبنائي أو إخوتي». ولم يختلف حال بقية المُسنات اللاتي يقطن في بيوتهن، فالوحدة وانشغال أبنائهن وغياب العطف، كانت «قاسماً مشتركاً» في أحاديثهن. وتعود فكرة إطلاق مبادرة «تواصل»، إلى «التطورات التنموية التي زادت من حالات عقوق الوالدين، وأدت إلى تغيير الأنماط الاجتماعية، ما أفرز مشكلات صحية ونفسية واجتماعية، وتمخض عن هذا التغيير ضعف الوعي والاهتمام في توثيق الروابط الأسرية، والتقصير في حقوق الوالدين». أما الأهداف التي تنبثق منها الحملة، فتدور حول «تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية لكبيرات السن، وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، وتقديم خدمات تلبي حاجاتهن، لتحقيق الشراكة والتعاون الاجتماعي» بحسب قول الأميرة جواهر بنت نايف، في كلمة ألقتها بمناسبة انطلاق الحملة. وأضافت «هؤلاء أمهاتنا، ولا بد من البر فيهن، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهن، وتقوية العلاقات بين الجميع، للتذكير بفضل هذه الفئة علينا، ولا بد من استثمار وقت كبار السن في نشاط مناسب». وتستند مبادرة «تواصل» على إستراتيجية، تقوم على «إعداد خطة إعلامية لتعريف المجتمع في فئة كبار السن، وعدم تهميشها، إضافة إلى بناء قاعدة بيانات عن المُسنين في المنطقة الشرقية، والإعداد المهني لفريق العمل، من خلال عقد دورات تدريبية متخصصة في بيئة كبار السن». واستعرضت مديرة مركز «الأمير سلمان الاجتماعي» في الرياض هدى النعيم، الخدمات التي يقدمها المركز، موضحةً أن «احتياجات الكبيرات في السن إلى الأنشطة الاجتماعية تصل إلى 50 في المئة، وإلى الندوات والمحاضرات 50 في المئة، والمسابقات 67 في المئة، والبرامج الصحية بنسبة تسعة في المئة».