قال مصدر فرنسي رفيع إن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تريد الإسراع في الخطة العسكرية لتحرير الرقة من «داعش» وإعطاء المزيد من الإمكانات للأكراد ودمج عدد أكبر من القوات العربية مع الأكراد كي لا تحدث مشاكل مع الأتراك ومع الدول العربية. وتابع أن هذا ما يحدث حالياً على الأرض استعداداً لتحرير الرقة وأن باريس توافق على ذلك لأن التهديد من العمليات الإرهابية يأتي من الرقة، لافتاً إلى أن تحرير الرقة «من مصلحة فرنسا عسكرياً، علماً أن هناك مشاكل للأتراك وبعض الدول العربية بسبب التركيز على الدور الكردي». لكن قال إنه على الصعيد السياسي ليس هناك أي شيء واضح من الجانب الأميركي. في الوقت الراهن، فإن الإدارة الأميركية لم تبدأ أي عمل للتفكير في إدارة الرقة بعد تحريرها. وقال المسؤول إنه زار مرتين واشنطن للقول للمسؤولين الأميركيين إنه ينبغي الإسراع في العمليات العسكرية لتحرير الرقة، لكنها لن تكون ذات إفادة إذا سلمت مفتاح الرقة إلى الأسد، إذ إن الإدارة الأميركية «تتقدم على الموضوع العسكري، أما على الحل السياسي فليس هناك موقف. والشعور الفرنسي أن الإدارة الأميركية مدركة أن تسليم إدارة الرقة للأسد يعني تسليمها لإيران وهذا ما لا تريده واشنطن». لكن المسؤول الفرنسي قال إنه «ينبغي العمل على درس من يتسلم الرقة، أي على الإدارة الأميركية أن تعمل مع المعارضة السورية والدول العربية والقوات الكردية والأتراك والجميع لتسلم إدارة الرقة. وطالما واشنطن لا تتلقى رسائل واضحة من الدول العربية المنقسمة حول الموضوع، إذ إن مصر تؤيد بقاء الأسد وعدم التدخل بالنظام، حتى الإمارات بحسب المسؤول ليست بعيدة عن هذا الموقف». وقال المسؤول إن لا شيء ينتج من المفاوضات السورية حالياً لا في آستانة ولا في جنيف، إذ إن الجميع ينتظر ماذا ينوي الرئيس ترامب أن يفعله لأن لا وضوح في الموقف الأميركي، و «الكل ينتظر أيضاً ليعرف إذا كان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيترك مهمته أو لا، إذ لا يكشف عن شيء، علماً أن المعلومات الآتية من نيويورك تفيد بأن ممثلة الأمين العام في بيروت سيغفريد كاغ ستخلفه». كما أن باريس ستشهد إدارة جديدة مع رئيس جديد، ما يعني أنه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لن يحصل أي تطور في المفاوضات «بل اجتماعات من دون أي نتائج»، بحسب المسؤول. وقال: «الكل أصبح في ذهنية أن الأسد باق، لكن ليس الأسد كما كان من قبل بل رئيس تابع كلياً لروسياوإيران، والتحدي المقبل ولسوء الحظ لم يعد ما إذا كان الأسد سيبقى أم لا، بل من سيكون في السنوات المقبلة أكثر نفوذ في سورية إيران أم روسيا». وتابع المسؤول: «إذا كان نفوذ روسيا سيسيطر فهذا أقل خطر من هيمنة النفوذ الإيراني، لأن روسيا لها وجود تقليدي في سورية، أما هيمنة نفوذ إيران ستكون ذات نتائج استراتيجية خطرة على المنطقة بأسرها، منها لبنان والعراق والخليج». وأعرب المسؤول عن قناعته أن «العرب بإمكانهم أن يتعايشوا مع هيمنة روسية على سورية، لكنهم لن يتعايشوا مع سيطرة النفوذ الإيراني في سورية. وفي الوقت الراهن روسياوإيران في علاقة تعاون وإن حصل أحياناً بعض التوتر». لكن المسؤول قال: «التوتر بينهما قد يخدم من يريد أقل هيمنة إيرانية في سورية».