واصل السفير السعودي الجديد في لبنان علي العسيري، جولته على المسؤولين اللبنانيين، فالتقى أمس الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، بعدما كان زار أول من أمس الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط. وبينما اكتفى عسيري بالقول بعد لقائه كرامي إن زيارته «بروتوكولية»، قال كرامي: «أن لبنان مقبل على أزمة حكم». وعن شبكات التجسس، رأى «ان لبنان بلد مواجهة لوجود المقاومة فيه. واسرائيل المحتلة لا تريد السلام ولا اخلاء المناطق المحتلة، وهي تمرر الوقت وتزيد القضم في فلسطين واضطهاد الشعب الفلسطيني وهي تراهن على الوقت. ونحن كدول عربية مقسمون بسبب التنازع، وإثارة المواضيع الطائفية والمذهبية تصب في اطار تفكيك هذه الدول». واعتبر ان «الإنقسام الطائفي والمذهبي وقانون الستين في لبنان الذي زاد من إشتعال الطائفية والمذهبية يزيد من شرذمة البلد ويضعفه ونتيجة هذا الإحتقان وهذه الأجواء وبحسب استطلاعات الرأي ليس هناك من أحد، لا من 8 ولا من 14 (آذار) سينال الأكثرية التي تمكنه من الحكم وحده، نحن مقبلون على أزمة حكم، فالبلد أصبح ضعيفاً، والدولة ضعيفة جداً وكل المؤسسات شبه منحلة، والوضع الإقتصادي والإجتماعي يزداد تفاقماً». وعن رواية «دير شبيغل» عن دور ل «حزب الله» في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال: «منذ اللحظة الأولى لإذاعة الخبر رأينا انه فتنة ولا تستفيد منه إلا اسرائيل، والحمد لله كان رد فعل الشارع اللبناني عاقلاً ومتعقلاً، وتفهم الفتنة واللغم الذي وضع ليفجر الوضع الداخلي في لبنان، وبالنتيجة المقاومة هي المستهدفة»، واصفاً رد فعل «تيار المستقبل» ب «الجيد». وأضاف: «ما سمعته من سعد الحريري ونوابه وإعلامه أنهم لا يأخذون على محمل الجد إلا ما يصدر عن المحكمة الدولية». وتابع: «بعد صدور القرار 1559 وما تبعه من أحداث، كانت المقاومة المستهدفة ولا تزال، لذلك رجاؤنا وتوجيهنا وتوعيتنا لشعبنا، ان هذه الكتل المذهبية التي تطل برأسها من هنا وهناك، اضافة الى الخطاب السياسي المتشنج وإثارة النعرات، لا تصب الا في مصلحة اسرائيل، وإسرائيل عدو فلا تغشكم أبداً». وعن مخاطر من فتنة سنية - شيعية، قال كرامي: «القصة ليست تصريحاً من هنا أو زيارة أو تقبيل لحى من هنا وهناك، ثبت فشل نظامنا الطائفي. دعونا الرئيس (ميشال سليمان) بعد الإنتخابات الى ان يدعو الى مؤتمر وطني عام تتمثل فيه جميع الفاعليات التي لها حضور ووجود في لبنان من اجل وضع أسس جديدة لدولة جديدة ونظام جديد، نسميه جمهورية ثالثة أو جمهورية رابعة، لانه لم يعد «يمشي الحال» بنظامنا الطائفي». وشدد على أن «ما يهمنا أن تتم الإنتخابات بسلاسة وسلامة، والنتائج لا يمكن ان نتنبأ بها، نحن ترشحنا من اجل ان نثبت مبادئ فهناك شريحة كبيرة من الناس وراء هذه المبادئ»، موضحاً انه سيعلن تحالفه في مهرجان في 31 أيار (مايو) الجاري في ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي. وقال كرامي في لقاء حواري: «كل يوم يمر يثبت أن الديموقراطية التوافقية والثلث المعطل وكل ما تبع ويتبع ذلك، لم يؤد الى أي نتيجة، بل بالعكس، كل يوم يمر نحس بأن الدولة بكل مؤسساتها تضعف وأصبحت شبه مشلولة، فاذا انتهت الانتخابات ولم يحقق أي فريق أكثر من صوتين أو ثلاثة بالزائد، ستكون النتيجة، العودة الى معادلة اليوم والتي ثبت فشلها». العسيري: الانتخابات شأن لبناني وكان السفير السعودي نقل بعد لقاء ميقاتي «تحيات ومحبة خادم الحرمين الشريفين وقيادة المملكة الى الشعب اللبناني وتمنياتهم بأن يروا هذا البلد آمناً ومستقراً ومزدهراً». وعن الاجواء اللبنانية عشية الانتخابات؟ اكتفى عسيري بالقول: «الانتخابات النيابية شأن لبناني داخلي وكل ما يمكننا قوله في هذا السياق أننا نتمنى أن تكون الانتخابات هادئة وتعود بالخير والسلام على لبنان».