حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانعطاف في استراتيجيته الداخلية أمس، باستمالة الديموقراطيين في ضوء انقسامات جمهورية في الكونغرس أطاحت مشروعه للرعاية الصحية، وهددت بتكبيل أجندته في حال فشل في استمالة خط الوسط أو نواب ديموقراطيين. وأمام استطلاعات الرأي التي تعكس تهاوي شعبية ترامب إلى 36 في المئة لتكون الأسوأ في التاريخ الأميركي الحديث لأي رئيس في الأيام المئة الأولى لدخوله البيت الأبيض، ارتأى مستشاروه مراجعة الاستراتيجية بالكامل لإنقاذ الولاية الأولى. وظهر أمس، أحد مؤشرات التغيير في استراتيجية التواصل مع الديموقراطيين، ومخاطبة ترامب مباشرة للمرة الأولى منذ توليه منصبه، زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي حمل مسؤولية عرقلة جهود ترامب. وبادر الرئيس الأميركي خلال زيارته الكونغرس إلى مصافحة شومر وهو يردد تحبباً: «هل هذا تشاك، هل أرى تشاك؟ مرحباً تشاك». وتقاطع ذلك مع حديث في البيت الأبيض عن جهود جديدة للعمل مع الديموقراطيين حول خطتي البنى التحتية والضرائب، ولتمرير الموازنة الجديدة وبعد إفشال اليمين المتشدد خطته للرعاية الصحية ووقوف الديموقراطيين متحدين ضدها. ولوح الديموقراطيون بعرقلة التصويت حول تعيين مرشح قاضي المحكمة العليا نيل غورساك وإجبار الجمهوريين على استخدام «الخيار النووي» بتمرير الموافقة على تعيينه بغالبية 51 صوتاً بدل ال60 المعتمدة تقليدياً لمرشحي المحكمة العليا. وقد يفرض ذلك صفقة أكبر بين ترامب والديموقراطيين تشمل مرشح المحكمة العليا والتعاون في خطط اقتصادية، وسيعطي ذلك مستشارَي ترامب، جاريد كوشنر وغاري كوهن سلطة أكبر في البيت الأبيض، كونهما في خط الوسط وقادرين على التعاون مع الديموقراطيين بخلاف ستيفن بانون ورينس بريبوس. وفاقم أزمات ترامب أمس، تردد بعض الجمهوريين في تمويل جداره مع المكسيك الذي وعد به خلال الحملة وقد تصل كلفته إلى 21 بليون دولار. وقال السناتور الجمهوري روي بلانت للصحافيين إن من المرجح ألا يشمل مشروع قانون حول الإنفاق يتعيّن إقراره بحلول 28 نيسان (أبريل) المقبل، أموالاً للجدار وذلك لضمان الحصول على تمويل لوكالات فيديرالية تنقضي موازنتها في هذا التاريخ. وقال بلانت إن التمويل الضروري «من الأفضل أن يأتي مرة واحدة» من دون أن يقدم ترامب طلباً جديداً لتمويل الجدار الحدودي وبرامج عسكرية. وأضاف أن من الممكن البحث في هذه الأمور «في وقت لاحق». ويهدد الديموقراطيون بعرقلة مشروع قانون تمويل الحكومة وبالتالي إغلاقها من 29 نيسان إلى 30 أيلول (سبتمبر) موعد نهاية السنة المالية الحالية، إذا تضمن أموالاً للجدار الحدودي. ويعترض الديموقراطيون على الجدار وهو أحد الوعود الانتخابية التي قطعها ترامب العام الماضي، قائلين إنه لم يتم التخطيط للأمر جيداً وإن هناك إجراءات أمنية حدودية أخرى، إما قائمة أو قيد البحث. في الوقت ذاته، لم تهدأ فضيحة ارتباطات مستشاري ترامب بروسيا خلال الحملة بعدما كشفت شبكة «أن بي سي» أن مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت كان لديه ومنذ 2007 أكثر من 15 حساباً مصرفياً في قبرص. وحققت السلطات القبرصية في اتهامات غسل أموال وإرسال تحويلات من شركات على علاقة بروسيا إلى هذه الحسابات. وأغلقت كل الحسابات في قبرص المتصلة بمانافورت بعد فتح التحقيق في 2012، وينتظر أن يمثل الأخير أمام لجنة الكونغرس لاستجوابه في هذه القضية قريباً.