ضربت موجة غبار كثيفة مساء أول من أمس مدن المنطقة الشرقيةومحافظاتها، ما حدّ من مستوى الرؤية الأفقية لمسافة تقل عن مئة متر. نتج من العاصفة الغبارية أضراراً مادية «كبيرة». وانتشرت الدوريات المرورية والأمنية في الطرق الرئيسة لتلافي وقوع الحوادث. فيما استنفرت المستشفيات طواقمها الطبية والتمريضية وإمكاناتها كافة، لاستقبال المصابين بالربو وضيق التنفس. وتلقت مديرية الدفاع المدني أكثر من 290 بلاغاً. ومنع حرس الحدود الإبحار، وخلت الشوارع من المركبات، إضافة إلى شبه توقف في الحياة العامة. فيما لم تتأثر حركة الملاحة البحرية والقطارات بموجة الغبار. وخلّفت العاصفة التي استمرت زهاء ساعتين، أضراراً مادية منوعة، شملت سقوط أعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية على المركبات وفي الشوارع، ما أدى إلى إغلاق بعضها، وكذلك سقوط إشارات مرور، إضافة إلى خزانات مياه المنازل، وأعمدة الكهرباء على طريق بقيق – الأحساء، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي. وكشفت إدارة الدفاع المدني في الشرقية أنها تلقت خلال الموجة أكثر من 290 بلاغاً. وأكد المتحدث باسمها بالإنابة المقدم الدكتور عمار مغربي في تصريح صحافي أن «غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغات عدة في جميع محافظات المنطقة، تضرر منها 168 سيارة بأضرار مختلفة، وسقوط 31 عمود كهرباء و23 لوحه إعلانية و47 شجرة على الأرصفة وداخل المنازل، و14 ساتراً معدنياً من أعلى أسطح المنازل، وكذلك خمسة خزانات مياه، إضافة إلى سقوط برجي اتصال». وذكر مغربي أنه «نجم عن الموجة إصابة مواطن وعاملة منزلية بإصابات بسيطة، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج». فيما كشف عن تشكيل لجان لحصر الأضرار وتوثيقها في جميع المحافظات. وقال: «سيتم استقبال المتضررين لمدة 10 أيام، ومن ثم سيتم الرفع بالأسماء إلى إمارة المنطقة، التي بدورها ستقوم برفعها إلى وزارة المالية لتعويض المتضررين». بدوره أكد المتحدث باسم حرس الحدود في الشرقية العميد البحري خالد العرقوبي، في تصريح إلى «الحياة» أنه تم «إيقاف إصدار تصاريح جميع قوارب الصيد والنزهة منذ مساء الأربعاء، بسبب سرعة الرياح التي قد تشكل خطراً على الأرواح»، مشيراً إلى أن التحذير الذي تلقوه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، توقع أن «تراوح سرعة الرياح بين 10 إلى 20 عقدة في الساعة. فيما وصلت سرعة الرياح إلى 60 كيلومتراً في الساعة»، لافتاً إلى أن قرار المنع «لا يزال سارياً، حتى يتم التأكد من عدم عودة الموجة مجدداً». وقال العرقوبي: «إنه تم إنقاذ زورق بحري لجأ الى مقر آمن بعد هبوب العاصفة، إضافة إلى وجود زوارق أخرى في البحر. فيما قام مالك الزورق بالتواصل مع غرفة العمليات، وتم إرشاده لأقرب ملجأ آمن، والذي عادة ما يكون في جزر قريبة أو مناطق الأعمال، لحين انتهاء العاصفة»، لافتاً إلى أنه تم توجيهه إلى منطقة أعمال. من جهته أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة العامة للخطوط الحديد محمد أبو زيد في تصريح إلى «الحياة»، أن «حركة القطارات لم تتأثر بموجة الغبار، إلا أنه حدث تأخير في جدول 12 رحلة لمدة 10 دقائق»، مضيفاً أن «أكثر المناطق التي ضربتها موجة الغبار بين الهفوف–الدمام. وكان هناك تواصل مستمر بين طاقم القطارات وغرفة التحكم الآلي، ليتم توجيه قائدي القطارات بحسب ما يصلنا من رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، حول سرعة الرياح».أوضح أبو زيد أنه تم «تطبيق المعايير الدولية المتبعة لإيقاف حركة سير القطارات بناءً على سرعة الرياح العالية، والتي لم نصل لها مساء الأربعاء». وكشف أن «المؤسسة تعمل حالياً على تنفيذ مشاريع تجعل القطار أكثر الوسائل أماناً في تقلبات الأجواء، إذ يتم فصل السكك الحديد عن مسارات السيارات. وإغلاق معظمها. وهناك مشروع السكك المزدوجة لمنع التقاطع بين القطارات، أو توقف أحدهما لعبور الآخر». وقال المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان في تصريح صحافي، أن «أمين المنطقة الشرقية وجه بتواجد فرق ميدانية لمتابعة موجة الغبار، من خلال تواجد فرق التشغيل والصيانة ورؤساء البلديات، والدفاع المدني لحصر الأضرار، وتسجيل الملاحظات»، مشيراً إلى أنه تمت «إزالة الأشجار الواقعة في الشوارع والطرقات الرئيسة، وإزالة 19 عمود إنارة في مدينة الظهران وشاطئ نصف القمر، ورفع أكثر من 30 عمود إنارة تابعة لفرع وزارة النقل من طريق الملك فهد، إضافة إلى إزالة 59 نخلة من الشوارع الرئيسة والحدائق، وكذلك رفع وإزالة 15 لوحة إعلانية».واستقبلت المستشفيات الحكومية 102 حالة ربو وأمراض حساسية، نتيجة موجة الغبار، توزعت على مجمع الدمام الطبي، ومستشفى الولادة والأطفال والقطيف. واعتبر المتحدث باسم «صحة الشرقية» خالد العصيمي في تصريح صحافي هذه الحالات «ضمن المعدل الطبيعي في هذه الظروف». وقال: «إن جميع الحالات راجعت أقسام الطوارئ في مستشفيات الشرقية، وتم علاجها وإخضاعها للملاحظة، وإعطاؤها الأدوية الخاصة بالربو والحساسية، وملاحظتهم علاجياً. وأجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة»، لافتاً إلى أن كبار السن والأطفال الذين يعانون من أزمة الربو هم «الأكثر تأثراً بالغبار».