تتعرض مناطق المملكة منذ يومين لظروف جوية سيئة، خاصة المنطقتين الشرقية والوسطى؛ حيث تشتد الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار التي تحد من مستوى الرؤية على وسط وشرق المملكة، وتمتد حتى منطقة نجران والمرتفعات، وتسببت في جنوح القطارات وتوقُّف حركة السفن في بعض الموانئ، إضافة إلى اقتلاع الأشجار وسقوط لوحات إعلانية نتج عنها خسائر مادية دون وقوع إصابات بشرية. إيقاف حركة السفن وتسببت الأحوال الجوية في إيقاف حركة دخول وخروج السفن في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام منذ السابعة من صباح أمس الأول، وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الميناء خالد بن سعد المطيري، إنه تم إيقاف عدد من السفن خارج الميناء لحين تحسن الأحوال الجوية؛ حيث تلتزم الموانئ بإيقاف الحركة في حالة تردي الأحوال الجوية حفاظاً على سلامة السفن. وبين أن سرعة الرياح بلغت 40 عقدة بحرية، فيما بلغ ارتفاع الموج حوالي متر ونصف، كما انخفض مجال الرؤية إلى مسافة 700م، ولم تتسبب سوء الأحوال الجوية في أي أضرار لأيٍّ من السفن القادمة أو المغادرة وذلك بسبب الاحتياطات التي يتبعها الميناء في مثل هذه الأجواء. اقتلاع أشجار ونتج عن الرياح المشبعة بالغبار والأتربة أمس سقوط عدد من أعمدة الإنارة والأشجار واللوحات الإعلانية، ما تسبب في أضرار مادية ببعض السيارات في كل من الدمام والخبر والقطيف، وأكد المتحدث الرسمي للدفاع المدني العقيد علي القحطاني أن الدفاع المدني أمس تلقى عدداً من البلاغات بالخسائر التي نتجت عن الرياح، وكان منها سقوط ثلاثة أعمدة إنارة على عدد من السيارات، وسقوط خمس أشجار، وسقوط أربع لوحات إعلانية كبيرة ومظلة وشينكو على عدد من السيارات، ما أدى إلى تلفها، فيما لم تنتج أي إصابات أو خسائر بشرية. وشهدت محافظة القطيف أمس حوادث متفرقة بسبب الرياح التي ضربت المنطقة؛ حيث تساقط عدد من أعمدة الإنارة وإشارات المرور واللوحات الإعلانية، ما أدى لحدوث أضرار مادية عديدة. وتسببت الرياح في سقوط إشارات مرور تقاطع شارع الملك فيصل مع الرياض في القطيف، وسقوط عمود إنارة على مركبة في حي الدشة بجزيرة تاروت، وسقوط عمود آخر متهالك على طريق المصرف الزراعي شرق بلدة الملاحة، ما أدى لشل الحركة المرورية فيه، وسقوط واقتلاع أشجار في جزيرة تاروت وبلدة العوامية، وتضرر حاويات تابعة لمشروع خزانات مياه في بلدة التوبي، وسقوط لوحات إعلانية في مناطق متفرقة بينها لوحة في مدينة سيهات سقطت على مركبة وأدت لحدوث أضرار فيها. وأدى سوء الأحوال الجوية كذلك إلى منع إبحار القوارب من مرافئ محافظة القطيف؛ حيث أوضح الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، العقيد البحري خالد العرقوبي ل «الشرق»، أن سرعة الرياح بلغت 60 كم مع تدنٍّ في مستوى الرؤية، وهو الأمر الذي أدى لمنع إبحار جميع القوارب من مرافئ القطيف. 1498 راجعوا مستشفيات الأحساء واستنفرت الفرق الإسعافية والمراكز والمستشفيات وأقسام الطوارئ والعيادات الخارجية في الأحساء لاستقبال أي حالات مرضية بسبب الغبار، وتم توفير جميع الأدوية وأسطوانات الأوكسجين وغيرها من المستلزمات الطبية لضمان عدم النقص، وقال المتحدث الإعلامي بمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة إبراهيم الحجي: إن عدد المراجعين خلال اليومين الماضيين بلغ 1498 مراجعاً، لافتاً إلى أنه تم تزويد أقسام الطوارئ بالأطباء تجنباً للازدحامات في تلك الأقسام. واضطر سكان المحافظة إلى التزام منازلهم إلا للضرورة، حيث تسببت موجة الغبار في إغلاق الأسواق الشعبية، وتوقف المؤسسات التي تعمل في بناء المنازل، وكذلك الأعمال الخارجية حفاظاً على سلامة العاملين، فيما عادت مظاهر ارتداء الكمامات الوقائية من المواطنين والمقيمين تجنباً لتأثير الغبار الكثيف على صحتهم العامة. استمرار حتى ما بعد ذي الحجة إلى ذلك، اعتبر المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حسين قحطاني، الرياح النشطة المحملة بالذرات الغبارية في فصل الصيف اعتيادية، مشيراً إلى أن أجواء المملكة اعتادت عليها، وأوضح أن هذه الأجواء تكثر في المنطقتين الشرقية والوسطى من المملكة، وذكر أن الذرات الغبارية مستمرة في أيام متفرقة إلى ما بعد شهر ذي الحجة. وبيَّن أن أجواء المملكة بشكل عام في فصل الصيف تكون ساخنة، مشيراً إلى أن معدلات الحرارة تتراوح ما بين 38 درجة 48 درجة، وذكر أن بعض المناطق في المملكة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، إذ إنها تتأثر بموجات حارة تساهم في ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة. ارتفاع الحرارة فوق المعدل في يونيو فيما أوضح مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز، أن نتائج نموذج المناخ التجريبي الذي يتم تطويره حالياً في المركز تشير إلى أن شهر يونيو الحالي سوف تكون فيه درجات الحرارة فوق المعدل، خاصة على المناطق الغربية شاملةً السواحل وأجزاءً من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، وبالنسبة للأمطار فإن نتائج النموذج تشير إلى أن الأمطار سوف تكون حول المعدل على مرتفعات غرب وجنوب غرب المملكة. وأوضح مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي الدكتور منصور المزروعي ل «الشرق» أن فصل الصيف لهذا العام سوف تكون درجات الحرارة فيه أعلى من العامين الماضيين، وقد تلامس الخمسين درجة مئوية، علماً أن عام 2010 يعتبر الأسخن تاريخياً للمملكة؛ حيث وصلت فيه درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حيث سجلت مدينة جدة في شهر يونيو 2010 درجة حرارة بلغت 52 درجة مئوية. وقال المزروعي إن شهر يونيو الحالي الذي يعتبر بداية فصل الصيف (يونيو – يوليو – أغسطس) مناخياً حار؛ بسبب وجود منخفض الهند الموسمي الذي يصاحبه كتلة هوائية حارة جداً وجافة على المملكة، ويمتد تأثيره في بعض الأحيان إلى حوض البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى تركيا والأجزاء الجنوبية الشرقية من أوروبا، ومما يزيد تأثر المملكة بالموجات الحارة تمدد المرتفع الجوي الشبه مداري في طبقات الجو العليا على غرب ووسط المملكة. الأتربة تحد من الرؤية في الدمام الرياح الشديدة تتسبب في ارتفاع مستوى الأتربة (تصوير: محمد رفاعي) عامل نظافة يرتدي كماماً تحاشياً للغبار الغبار يغطي الشوارع ويحد من مستوى الرؤية رياح شديدة تضرب مناطق المملكة (تصوير: أمين الرحمن)