أكد المعلق السعودي المخضرم محمد رمضان، أن المكافأة الضعيفة التي يحصل عليها المعلقون في السعودية مخجلة، ولا ترقى لما تقدمه القنوات الفضائية الخليجية، سواءً الحكومية منها أو التجارية، وهذا أسهم بحسب تعبيره في الهجرة الجماعية للقنوات الرياضية الأخرى في دول الخليج مشدداً على أن الساحة المحلية هذه الأيام تفتقد إلى المعلق الموهوب الفاهم في القانون الرياضي، وهذا يُنذر بخطر كبير على القناة الرياضية السعودية، التي ما زالت تمارس سياسة البخل والتقشف في أمر المكافآت المالية وقال: «لا يوجد لدينا معلقون سعوديون يملكون الموهبة والعشق الحقيقي للمايكروفون، ويقدمون المعلومة الجيدة، التي يستفيد منها المشاهد خلف الشاشة، والمعلقون الشبّان الحاليون الذين مارسوا التعليق في السنوات الأخيرة بكثافة كبيرة، كانوا بلا موهبة وعملوا في المجال على أساس أنه مهنة، وهم أشبه ب «فقاقيع الصابون» التي تنتهي سريعاً، وأنا حقيقة منذ فترة طويلة لا أرى منافساً عندنا للمعلق الرائع ناصر الأحمد، الذي يحمل شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، ويبدع في وصفه وتعليقه على المباريات». وأضاف: «المشكلة الثانية التي نعاني منها هي سياسة البخل والتقشف التي يمارسها التلفزيون السعودي مع المعلقين، فالمكافأة كانت أول ما بدأنا التعليق 300 ريال فقط، ثم ذهبت مع توأمي في المجال الرياضي الراحل زاهد قدسي إلى وزير الإعلام آنذاك الفقيد الدكتور محمد عبده يماني وشكونا له معاناتنا، وتفّهم الوضع وضاعف المكافأة إلى 600 ريال، وما زالت منذ ذلك الزمان وحتى الآن ثابتة من دون تغيير، فكيف سيبقى المعلق الناجح مع التلفزيون السعودي بهذه المكافأة الضعيفة؟ لذا رحل عبدالله الحربي إلى قناة الدوري والكأس، ورحل عيسى الحربين إلى قناة أبو ظبي، والحال ستكون مزرية في القناة الرياضية في الفترة المقبلة، نظراً لأن المعلق الموهوب الذي يجذب أكبر شريحة من المشاهدين سيذهب لمن يدفع أكثر، وفي الأخير لن يبقى أي مشاهد أمام القناة الرياضية أثناء المباريات، وأتمنى أن يعي مسيرو القناة هذا الأمر الخطر، ويأخذوه في الاعتبار في المستقبل». واستطرد: «لا يوجد في الخليج غير المعلق الإماراتي فارس عوض، وهو الأول من دون منازع، وموهبته فرضت وجودها على الساحة، وله شعبية جارفة في الخليج، وأنا من أشد المعجبين به، على رغم أن عمري وصل إلى 80 عاماً غير الوقت بدل الضائع، والكويت للأسف لم تقدم حربان جديداً، وكذلك مصر التي عجزت عن تقديم محمد لطيف جديد، ويؤسفني بعض المعلقين الذين يقلدون المعلقين الكبار، ومن يمثل هذا الدور مع احترامي له ليس معلقاً، كما يؤسفني جهل بعض المعلقين بالقانون، وخروجهم عن النص والمألوف، وتدخلهم في أمور لا تخصهم، وبالذات في مجال التحكيم، ومن ينتقد التحكيم يجب عليه أن يكون فاهماً في قانون اللعبة، وعليه أن يدرك أن الجماهير باتت واعية وتعرف أدق الأسرار، والتعصب ليس سلاحاً لجلب العواطف، ومثل هذه النوعية من المعلقين الذين ينتقدون من دون دراسة أو دراية أو معرفة بالقانون، أعتبرهم جهلة بنمرة واستمارة».