سيول، واشنطن، نيويورك، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – واصلت كوريا الشمالية لليوم الثاني على التوالي تحديها الغرب، وأطلقت امس صاروخين قصيري المدى، بعد يوم من اجرائها تجربة نووية هي الثانية منذ العام 2006 واطلاق ثلاثة صواريخ أخرى. وحذرت بيونغيانغ واشنطن من ان شن هجوم استباقي عليها سيؤدي الى «الكارثة بعينها»، فيما هددت الولاياتالمتحدة كوريا الشمالية بأنها «ستدفع ثمن» ممارساتها. ونقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مصدر في حكومة سيول، ان بيونغيانغ اطلقت صاروخ ارض - جو وصاروخ ارض - بحر امس، قبالة سواحلها الشرقية. تزامن ذلك مع تصعيد في «الحرب الكلامية» في بيونغيانغ، اذ أفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية في مقال: «من الواضح ان لا شيء تغير في السياسة الاميركية المعادية لكوريا الشمالية، حتى في ظل الادارة الاميركية الجديدة». وأضاف المقال: «جيشنا وشعبنا مستعدان استعداداً كاملاً للمعركة، لصد اي محاولة اميركية طائشة لشن هجوم استباقي على كوريا الشمالية، والذي سيؤدي الى الكارثة بعينها». وفي خطوة ستزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، اعلنت سيول انها ستصبح عضواً كاملاً في المبادرة الامنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل التي تقودها واشنطن، وتشمل ملاحقة السفن التي يُشتبه في انها تحمل اسلحة مماثلة، وهو تحرك حذرت بيونغيانغ من انها ستعتبره بمثابة اعلان حرب. وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا ان الرئيس باراك اوباما اكد خلال اتصالين هاتفيين أجراهما مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ - باك ورئيس الوزراء الياباني تارو آسو، «الالتزام التام» لواشنطن بالدفاع عن سيول وطوكيو. في نيويورك، قالت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس انه اذا ارادت كوريا الشمالية «مواصلة اجراء تجارب واستفزاز المجموعة الدولية، فسترى انها ستدفع الثمن لأن المجموعة الدولية واضحة: هذا امر غير مقبول». وأضافت في حديث الى شبكة «سي ان ان» ان «كوريا الشمالية تحاول اختبار ما اذا كانت قادرة على ترهيب المجتمع الدولي. لكننا موحدون، وكوريا الشمالية معزولة والضغط سيزيد عليها». وأوضحت ان العقوبات التي قد يفرضها مجلس الامن على بيونغيانغ «يمكن ان تأخذ شكلاً مختلفاً تماماً» وقد تتضمن عقوبات «اقتصادية». وجاءت تصريحات رايس بعد ادانة مجلس الامن بالاجماع، التجربة النووية الكورية الشمالية التي اعتبر انها «تشكل انتهاكاً واضحاً للقرار الرقم 1718» الذي يحظّر على بيونغيانغ إجراء أي تجارب نووية او صاروخية. وقرر المجلس صوغ قرار يُفترض ان يتضمن عقوبات جديدة ضد بيونغيانغ، وهو ما أيدته فرنسا. في موسكو، نقلت وكالة انباء «انترفاكس» عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله ان «اعتماد قرار صارم من قبل مجلس الامن، أمر لا مفر منه. رد الفعل يجب ان يكون جدياً بما فيه الكفاية، لأن هيبة مجلس الامن على المحك». وأضاف ان «الامر لا يتعلق بحصار او عزلة»، مشيراً الى ان «باب المفاوضات يجب ان يبقى مفتوحاً على الدوام». وزاد: «من الواضح أن الرهان على تعزيز القدرة العسكرية أو الرهان على الردع النووي، هو مغامرة مدمرة محكوم عليها بالفشل». اما السفير الاميركي السابق لدى الاممالمتحدة جون بولتون فاعتبر ان التجربة النووية الكورية الشمالية تمثّل «ساعة الحقيقة» بالنسبة الى اوباما. وقال ان هذه التجارب النووية نذير شؤم للوضع في الشرق الاوسط، «نظراً الى التعاون» القائم بين كوريا الشمالية وايران في تطوير الصواريخ الباليستية.