شكّلت ثورة الاتصال عنصراً مريحاً في التغطيات الصحافية عموماً لفاعليات القمة العربية التي تلتئم في البحر الميت غداً، وفي المناسبات التي تشهد زخماً إعلامياً وسياسياً. ويصر المسؤولون الأردنيون على إطلاق اسم «القمة الرقمية» على تغطية أعمال القمة، لما تشكله ثورة تكنولوجيا المعلومات، بأداوتها المختلفة، من منابر تعتمد عليها القمة في إيصال المعلومات. قمة عمان، التي تنعقد في منطقة البحر الميت على بعد نحو 30 كيلومتراً غرب عمان، وشهدت حضوراً إعلامياً بلغ أكثر من 1200 صحافي وإعلامي، كانت مناسبة لاستحضار مدخلات العالم الرقمي الذي اختصر عدد الكلمات والأوراق التي يتم توزيعها على الصحف والمجلات بالفيديوات التي تُوثّق لحظة الفعل، وتنقله مباشرة إلى العالم عبر قنوات الاتصال. في هذا المجال، صارت للهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي والكاميرات صغيرة الحجم ذات الدقة العالية، الأولوية لدى الصحافيين على أجهزة التسجيل والأقلام والأوراق التي باتت إرثاً تقليدياً أمام ما تقدمه التكنولوجيا الرقمية. وحرصت اللجنة الإعلامية المعنية بأعمال القمة، على إطلاق موقع إلكتروني خاص، وعدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي اعتمدت فيها على البث المباشر لكل وقائع القمة، الأمر الذي سهّل مهمة جمع المعلومات على الصحافيين الذين تفرغوا للتسابق في ما بينهم للحصول على الأخبار الخاصة التي عادة ما تكون مقدمات للتقارير الموسعة. وكان لافتاً أن ملوكاً ورؤساء دول لجأوا إلى منصات التواصل الاجتماعي لبث الأخبار من خلالها، فالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني دشن صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء أول من أمس، فكانت أولى تغريداته: «هنا عبدالله بن الحسين، أب لأسرة وخادم للوطن». كما عبر عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي وصل إلى الأردن أمس. أمام ذلك، قد تكون التكنولوجيا الحاضرة اليوم هي العذر المخفف للفصل الحاصل بين مكان وجود الصحافيين والقاعات الرئيسة للاجتماعات التحضيرية لاجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى القادة الذي سيلتئم غداً بحضور استثنائي للملوك والقادة العرب، والذي غاب زخم اجتماعاتهم منذ ما قبل سنوات الربيع العربي. وشهدت صالات المركز الإعلامي حضوراً إعلامياً ممثلاً لجميع المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والدولية، باستثناء وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اعتذرت السلطات الرسمية عن عدم استقبالها بذريعة اكتمال الحيّز المخصص لاستقبال الصحافيين وإقاماتهم التي اختصرت في فندق واحد من فنادق البحر الميت. وأمام الجلسات المغلقة للاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، والتي منع من متابعتها الصحافيون، ركز الإعلام على التساؤلات عن الأخبار الجانبية التي ركزت على موعد وصول الزعماء والقادة العرب، وأماكن إقامتهم، وأعداد الوفود المرافقة.