تملك جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مركز محاكاة للتعليم والتدريب الطبي، صمم في شكل مستشفى، لتحاكي من خلاله الطالبات الممارسات الطبية الواقعية، في بيئة موجّهة تستخدم الدمى التفاعلية ومعدّات الواقع الافتراضي، لتوفير بيئة مماثلة للواقع تماماً بين المريض والطبيبة، ضمن أحداث جديدة ونادرة ومعقدة وطارئة تعيشها المتدربة وكأنها تعمل في الميدان الحقيقي. ويحتل المركز مساحة 28 ألف متر مربع، ويضم مسرحاً على حوالى 270 متراً مربعاً، ما يجعله أكبر مركز محاكاة في العالم من حيث المساحة. ويحوي أيضاً مجموعة من المعامل لمختلف العلوم الصحية، وأقساماً متنوعة، منها: العناية الحرجة، والجراحة، ووحدة العناية بحديثي الولادة، وسبعة أقسام مختلفة لغرف الجراحات، وأكثر من 225 دمية طبية عالية الجودة. وجهز ببرنامج المريض المعياري و«المولاج» الذي يتم فيه استخدام أدوات وألوان خاصة لإحداث جروح وهمية وإصابات متنوعة مماثلة للحقيقية. ويضم أيضاً مركزاً لدعم الحياة، الذي يقدم دورات معتمدة ومصدقة من جمعية القلب الأميركية (AHA)، ومنها مهارات دعم الحياة الأساسية، ودعم الحياة القلبية، وتوقف القلب والإسعافات الأولية، والإسعافات الأولية لإنعاش القلب الرئوي، ومزيل الرجفان الأتوماتيكي الخارجي. ويضم المركز متخصصين في الرعاية الصحية من ذوي الخبرة والمؤهلين تأهيلاً عالياً لممارسة السلامة، من خلال أفضل التدريبات، ويستهدف طلاب الجامعة ومختصي الرعاية الصحية والمجتمع عامة، ويقدم خدمات صحية للمجتمع، وذلك من خلال تقديم دورات معتمدة في الإنعاش القلبي الرئوي بواسطة اليدين، والإنعاش القلبي الرئوي للعائلة والأصدقاء من جمعية القلب الأميركية في أي وقت، وعقد 869 دورة في الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي واستخدام مزيل الرجفان الآلي، و132 دورة دعم الحياة للبالغين، و873 دورة دعم الحياة الأساسي. ويشمل المركز أجهزة محاكاة متنوعة، منها 113 طبياً، و70 وحدة محاكاة، و225 نموذج عرض، في حين وصل إجمالي عدد المشاركين في الأنشطة إلى 647 مشاركاً. استقبل المركز 16 جهة محلية ودولية، من أبرزها: مدينة الأمير سلطان الطبية، ومعهد «ساسكتشو ان بوليتكنيك» كندا، ووزارة الصحة، ومدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وجامعة لوريا - فنلندا، والجمعية الأميركية للجغرافيين، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون. بدورها، قالت المدير التنفيذي لمركز المحاكاة وتنمية المهارات منال الناصر إن المركز سيكون «رافداً علمياً وعملياً لخريجات التخصصات الطبية لناحية تأهيلهن وتدريبهن وإعدادهن الإعداد السليم العملي لممارسة مهنهن مستقبلاً، وتدريب الطالبات وممارِسات الخدمات الصحية على المهارات الإكلينيكية المختلفة والمهارات المرتبطة بصحة المرأة والمجتمع خاصة، إذ تم عقد اتفاقات تعاون مع أفضل الجمعيات التعليمية والتدريبية في العالم، وتنفيذ دورات مختلفة معتمدة عالمياً موجهة إلى القطاع الصحي النسائي في المملكة». ولفتت الناصر إلى أن المحاكاة تصف تدريباً افتراضياً لبيئة حقيقية في مكان يحقق الثقة للطلبة بطرق متعددة، منها الدمى ذات الحساسية العالية، إضافة إلى «المولاج»، وهي طريقة وضع مساحيق التجميل لتصف الشكل الطبيعي للحالات التي يستقبلها الطبيب، وذلك في مكان آمن يعطي الطالب الثقة بالتجربة ويحقق الأمان للمريض الذي يطبق عليه الطالب بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم بهذا العمل. وتتمثل رؤية المركز بأن يكون «مرجعياً للمحاكاة في المنطقة، لما يقدمه من إسهامات لرفع مستوى الخدمات الصحية وتعزيز الكفاءات التي بدورها تحد من نسبة الأخطاء الطبية. ويقدم المركز التعليم والتدريب المتطلب من الكليات الصحية والمستشفى الجامعي والمجتمع الطبي، باستخدام أساليب المحاكاة التعليمية والتدريبية والبحثية وفقاً لأحدث ما توصلت إليه التقنية».