عشية استئناف ايران المحادثات مع مجموعة الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي، أكد وزير خارجيتها منوشهر متقي ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن امكان تخصيب بلاده اليورانيوم، «بعد طمأنة الأسرة الدولية»، تشكل «خطوة الى امام»، فيما رحب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي بالمحادثات، باعتبارها «وسيلة لبدء تحسين العلاقات»، لكنه اضاف: «لن نتنازل عن حقوقنا النووية». وعلى هامش منتدى «حوار المنامة» حول امن منطقة الخليج والذي افتتح في البحرين أمس، كرر متقي موقف بلاده من منظومة أمن الخليج، والقائم على تجنب استخدام ايران القوة ضد الدول العربية المجاورة، معتبراً ان «جهات ما زالت تحاول زرع الخلاف بين دول المنطقة عبر دعم الإرهاب وعملية التسلح فيها». ووصف متقي تصريحات كلينتون بأنها «اعتراف بحق ايران في امتلاك طاقة نووية يتناسب مع اتفاق حظر الانتشار النووي»، داعياً الى ترجمته على ارض الواقع، ومعتبراً ان العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على بلاده قبل ستة شهور «لم يكن لها تأثير». واكد متقي ان توجهات ايران في المحادثات المقررة مع مجموعة الدول الست في جنيف غداً الاثنين، «تركز على تدعيم الحوار»، معتبراً ان «ارادة جدية لدى الطرفين ستمهد الأرضية لتحقيق الاجتماع النتائج المرجوة. وكانت كلينتون حضت ايران على حوار بنّاء و»بنية حسنة»، فيما اكد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس في المنامة ان الدول الكبرى تريد التوصل الى حل سلمي مع طهران. وزاد: «سنواصل الحوار وابقاء الضغط السلمي عبر العقوبات المحددة، ولن نقبل بامتلاك ايران سلاحاً نووياً». وبعدما تساءل متقي: «ما فائدة الحصول على قنبلة ذرية ستفني الجميع»، حرص على طمأنة دول الخليج الى ان ايران «لن تستخدم قوتها ضد الدول المجاورة ابداً، ولا تنوي فعل ذلك لأن هذه الدول مسلمة». وتابع موجهاً حديثه الى الدول الخليجية: «اذا كنتم اقوياء فنحن اقوياء، وإن كنا اقوياء فأنتم اقوياء». ودعا الى تعاون اقليمي في كل المجالات، وإنشاء بنك مشترك للنفط. وقال متقي: «لسنا في أوروبا القرن السابع عشر، ولا نفرض آراءنا، ونعتبر نجاحنا نجاحاً لجيراننا والعكس صحيح، لذا لا تسمحوا للإعلام الغربي بأن يملي عليكم نظرتكم إلينا في وقت لم تتدخل ايران أو تعتدي على أي دولة». واتهم «جهات كانت لها مطامع في المنطقة بمواصلة زرع الانقسام بين دولها، وانشاء مجموعات ارهابية واجرامية تنشر المخدرات والجريمة المنظمة». وفي طهران، اكد جليلي ان الحقوق النووية لبلاده «غير قابلة للتفاوض»، وطالب الغربيين ب «التخلي عن استراتيجيتهم الخاطئة في السياسة» والتي تربط العقوبات والضغوط على ايران بعرض التفاوض على الملف النووي. واتهم مجدداً الدول الكبرى والامم المتحدة بأنها مسؤولة عن الاعتداءين اللذين استهدفا عالمَين نوويين ايرانيين الاثنين الماضي، معتبراً ان «اللجوء الى الارهاب دليل على فشل استراتيجية الضغوط». ودعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الغرب الى استغلال فرصة المحادثات «في شكل جيد وعدم اهدارها»، مستدركاً «اذا امتلكوا الصدقية، ويريدون التوصل الي نتائج ايجابية عليهم التحلي بالعدالة والاحترام المتبادل، والاعتراف بحقوق الشعب الايراني».