انتقد مشاهدون الفكرة السيئة، التي حاول مسلسل «المقطار» ترويجها عن التراث السعودي، وتصوير أهله في السبعينات الميلادية على أنهم مجموعة من الأغبياء، الذين يلبسون ثياباً متسخة، أجسامهم أجسام البغال وأحلامهم أحلام العصافير، وأكدوا أن المسلسل رغب جاهداً في تقديم كوميديا شبيهة بتلك التي كان وما زال مسلسل «طاش ما طاش» يقدمها ضمن حلقات قصيرة، إلا أنه أخفق في بلوغ مراده، ومرد ذلك إلى المبالغة الكوميدية «المقززة» التي ظهر بها حبيب الحبيب، وتكاسل راشد الشمراني عن أداء دوره كما يفعل عادة، وتحمل هيفاء حسين مهمة فنية أكبر من إمكاناتها، ولبسها ثوباً واسعاً وطويلاً عليها فبدت بشعة كوميدياً.وشهدت منتديات ومدونات على الانترنت وموقع الفيس بوك، سجالاً حاداً حول المسلسل الذي أنتجته شركة «الصدف»، ويعرض حالياً على شاشة «إم بي سي»، وبدت الأصوات المنتقدة أكثر من تلك التي طالبت بمنح الأعمال التلفزيونية السعودية الفرصة، حتى تتجاوز مرحلة التجريب وتستقر في منطقة خبرة، تساعدها في تقديم المراد منها، وبالتالي تبدأ مرحلة محاسبتها وانتقادها. واستغرب المعترضون على المسلسل في كتاباتهم من قبول قناة «إم بي سي» عرضه على شاشتها من دون مراعاة أبعاده الاجتماعية، وكتب أحدهم: «صحيح أن بيننا أغبياء، لكن ليس كلنا بالتأكيد»، وكتب آخر: «ما يقدمه المقطار ليس كوميدياً. إنه أقرب إلى التهريج المرتجل»، وأضاف: «أنا واثق من أن حبيب الحبيب كان يرتجل النصوص والحركات، كذلك راشد الشمراني»، ولفت المدون عمرو آشي إلى أن الأعمال السعودية التي تقدمها «إم بي سي» إما جنائزية وكلها تتحدث عن قضايا أخلاقية واجتماعية، والبكاء فيها لا يكف عن الانهمار، أو كوميدية لا قصة فيها ولا معنى لها وضحكاتها تجر من المشاهدين جراً، مطالباً القناة بوضع لجنة لإجازة النصوص قبل الموافقة على إنتاجها أو شرائها وقال: «إن مستوى الأعمال السعودية التي تقدمها «إم بي سي» سيستمر في هذا التدني، فمن الأفضل أن تركز القناة على الأعمال الكويتية والقطرية «خليجياً»، وتقفل ملف الإنتاج السعودي نهائياً، والإبقاء فقط على «طاش ما طاش» و«كوميدو» و«37 درجة». وتوقع سكرتير تحرير مجلة «نيو فوكس» فاضل قاري، أن يكون مسلسل «أحلام رابح» الذي سيبدأ عرضه خلال أيام على القناة نفسها بمثابة طوق الإنقاذ، خصوصاً وهو يأتي بعد غياب طويل لبطله فايز المالكي عن شاشة «إم بي سي» وفي أعقاب نجاح مسلسله الرمضاني «سكتم بكتم». منتقداً في الوقت نفسه قصة مسلسل «الماشي» الذي يعرض على قناة «إم بي سي بلس» وأداء أبطاله وإخراجه «أتمنى ألا يعاد عرضه على شاشة «إم بي سي» فمسلسل كهذا غير جدير بأن يشاهده العرب، لأنه يثبت وبقوة أن الدراما السعودية ما زالت تقف في المربع الأول». ولفت إلى أن شركة إنتاج المسلسل «حرصت على تدعيم العمل بنجوم معروفين لكنها قدمت قصة مهلهلة وأخرجته بصورة فنية ضعيفة، وكأنها بحثت عن القيمة المادية التي سيجنيها المسلسل من دون النظر إلى القيمة الفنية».