سحب نجم الوسط السعودي الدولي أحمد عباس (25 عاماً)، الأنظار كثيراً في دورة خليجي 20، وأبدع بشكل لافت ومبهر في نزالات الأخضر الكروية، وكان من أبرز وأميز اللاعبين الذين صالوا وجالوا في أرض الميدان، وسطعوا في سماء النجومية طوال أيام الدورة، وأسهم بقوة في تأهل الأخضر إلى المباراة النهائية أمام الكويت بفعل الهدف الحاسم والغالي الذي أحرزه في شباك الحارس الإماراتي ماجد ناصر في الدور نصف النهائي من البطولة، وكان كافياً لتأهل المنتخب السعودي إلى كرنفال الختام، بعدما سبقه الأزرق الكويتي للشرف ذاته. ونال اللاعب القتالي أحمد عباس المولود في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 1985 الفرصة الكاملة من المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو الذي دفع به في اللقاء الافتتاحي أمام البلد المستضيف منتخب اليمن، وأبدع كثيراً في الدقائق التي شارك فيها خلال فترة الشوط الثاني، وتسبب في ركلة الجزاء التي أحرز منها مهند عسيري الهدف الثالث، كما كانت له بصمة مؤثرة في الهدف الرابع الذي سجله مشعل السعيد بعدما هيأ الكرة الأولى للشلهوب، ليعتمد عليه بيسيرو في اللقاء الذي تلاه أمام الكويت كلاعب أساسي، ثم واصل مشاركته أمام قطر وأخيراً في مواجهة الإمارات وظهر شعلة نشاط في متوسط الميدان، وعلامة فارقة منحت الأخضر الكثير من القوة الفاعلة في لقاءات الدورة. ويمتاز اللاعب المبدع أحمد عباس بموهبة كروية فذة، وقدرته الفائقة على دقة التمرير والمراوغة وصناعة اللعب واقتصاص الكرة وافتكاكها من المنافسين، إضافة إلى قوّة التسديد واللياقة البدنية العالية والقتالية على الكرة حتى آخر لحظة، وقراءة تحركات زملائه داخل الملعب بشكل مميز، وهو من النماذج الكروية المضيئة التي قدمتها الكرة السعودية في خليجي 20، ومن أبرز اللاعبين المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدورة الخليجية التي تختتم اليوم. وشق اللاعب المتألق أحمد عباس طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية منذ سن باكرة، إذ مارس لعب معشوقته المفضلة كرة القدم في أحياء جدة، وأبدع كثيراً في دورات الحواري، ليرحل إلى نادي الهلال في العاصمة السعودية الرياض، وهناك اكتشف الهلاليون موهبته الكروية الرائعة، وسجلّوه رسمياً في كشوفات النادي من خلال الفئات السنية، وتألق اللاعب في رحلته الجديدة في عالم المستديرة، وظهر نجماً بارزاً في سماء الهلال الزرقاء، ووصل إلى الفريق الأول، ولكنّه لم يكن محظوظاً، وعانى من التجاهل الغريب والمستمر من المدرب البرازيلي باكيتا الذي قاد الزعيم لتحقيق السداسية في عامين، ليصدر قراراً مفاجئاً ومتسرعاً بتنسيق عباس وإسقاط اسمه من كشوفات النادي في اب (أغسطس) 2006، ليشد الفتى الجنوبي الذي تمتد جذوره من بلاد عسير الرحال إلى شمال السعودية وتحديداً إلى صائد الكبار وفارس الشمال نادي الطائي الذي لعب في صفوفه موسمين متواليين أبهر من خلالهما النقاد والمتابعين في السعودية. وتلّقى الموهوب عباس عرضاً احترافياً مميزاً من إدارة نادي النصر تجاوز المليوني ريال بعد مطالبة عاجلة من الجوهرة النصراوية السمراء ماجد عبدالله، ووقع اللاعب في صفوف العالمي في حزيران (يونيو) 2008 ومن يومها كتب شهادة ميلاده الحقيقية في سجل الإبداعات الكروية وساحة التألق والتوهج والنجومية، وبات اللاعب رقماً ثابتاً في التشكيل الأساسي لفارس نجد، والنجم الذي لا يستغني عنه أي مدرب أشرف على تدريب الفريق، ودخل عباس قلوب أنصار وعشاق ومحبي العالمي الذين يرددون اسمه كثيراً في مدرج الشمس، ويتفاعلون مع أهدافه الجميلة وتسديداته القوية وتمريراته الذكية، ومجهوده الأدائي الوافر، وحماسته وعزيمته وإصراره الدائم التي قلّما يمتلكها اللاعبون في بقية الأندية المحلية.