حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، من الشبه المرجفة التي يبثها الأعداء. وقال في خطبة (الجمعة) أمس: «إنه ليس أشد على نفس المؤمن من السماع للباطل المتقلب بين الأقوال والآراء ينسى الحق الذي عرفه مقابل شبهة مرجفة بثها عدو، أو كلمة أطلقها مغرض، أو صورة بثها متصيد، فكم من كلمة قيلت، أو حديث نشر، فأقام وأقعد، وأحدث في الناس اضطراباً، وأشاع بلبلات في همزة مفتاح حاسوب، أو زر جهاز جوال». وأكد أن «الثبات وملازمة الاستقامة على الدين موضوع يحتاج إليه كل مسلم كما تحتاج إليه جميع الأمة في كل حين وآن، وفي كل زمان ومكان، والحاجة إليها في أوقات الفتن أشد، وفي حال العوادي والمحن أعظم، وهي كنز عظيم من وفق لكسبها، وأحسن توظيفها، وأنفق فيها، غنم وسلم، ومن حُرم منها حُرم». وأضاف: «إن المؤمنين وهم يتعرضون لأنواع الابتلاءات ويقابلون المواجهات مع أعداء الله لأحوج ما يكونون إلى هذا الكنز العظيم، فالصراع بين الحق والباطل، والخير والشر قائم في هذه الدنيا، فالثبات وملازمة الاستقامة على الدين الحق، ولزوم التقوى والسراط المستقيم من غير عوج ولا انحراف، واجتناب صوارف الشيطان والهوى ونوازع النفس، مع مداومة الأوبة التوبة والاستغفار هو الانتصار، والانتصار هو الثبات، والثبات فوز ونصر كبير حين تعلو النفوس على الخوف والتردد، وتتسامى على نوازع النفس والشهوة، وإرجاف المرجفين». ولفت إلى أنه «من عجز عن نفسه فهو عما سواها أعجز، ومن أحكمها فهو على غيرها أحكم، وثبات القلب أصل ثبات القدم. والثبات والتثبيت يكون للقلب، والنفس، والعقل، واللسان، والأقدام، وفي الحياة الدنيا، وعند الممات، وفي القبر، والبرزخ، والآخرة، وفي يوم القيامة وعلى السراط، ويكون الثبات على الدين، والطاعة، والحق، والحجة، ومواطن القتال كما يكون الثبات في فتن الشبهات، والشهوات، والمصائب والجاه، والمناصب، والمال، والأولاد، فهم المجبنة، المبخلة، المحزنة، ويكون الثبات في فتنة الظلم والاجتهاد، والطغيان، وفتن إقبال الدنيا، وإدبارها، والاستيحاش من الاستقامة، وتولي النعم على المقصرين، والرغبة في المتاع، والسلطان، والدعة، والاطمئنان». وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن حب الله تعالى وما فيه من الخير العظيم، وبين في خطبة (الجمعة) أمس، أن الله تعالى أوجد الخلق لعبادته الجامعة لمحبته ورجائه وخشيته عز وجل، وأن هذه الأصول الثلاثة تبني العبادة. وأوضح أن المحبة أعظم هذه الأركان، وهي أصل كل فعل وحركة، وهي من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله فهي مقصود الخلق وهي أصل كل عمل من أعمال العمل والدين.