حذر سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء من شبهات عزل الشريعة الإسلامية عن جوانب الحياة ومواكبة العصر، ومن الشبهات الضالة التي تطعن في الإسلام والتشكيك في صلاحيته وعموميته وفي صلاحه لكل زمان ومكان، لافتا إلى أن تلك الشبهات هي من مكائد عدو الله إبليس التي يلقيها على ابن آدم. وأكَّد سماحته أن المسلم سائر على الإيمان معتبراً أن هذه الشريعة شريعة الله وهي في عقائدها وفي مبادئها وفي نظمها صالحة لكل زمان ومكان تعالج قضاياه في حاضره ومستقبله فلا قصور فيها وإنما القصور في البشر، أما هذه الشريعة فإنها كاملة متكاملة وصالحة لكل زمان ومكان. وأشار سماحة المفتي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الامام تركي بن عبد الله بالعاصمة الرياض أن من أبواب مداخل الشيطان على ابن آدم باب الإغواء بالشهوات وإيقاع ابن آدم فيها، حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، فالجنة لا يدخلها إلا من تغلب على المكاره وصبر عن المعاصي والصبر على الطاعات، والنار يدعو الشيطان إليها بالإغواء والشهوات وأشرها فتنة الإغواء بالنساء قال - صلى الله عليه وسلَّم - ( ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء ) ويقول - صلى الله عليه وسلَّم - (اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإنَّ أول فتنة بني آدم في النساء ) ويقول - صلى الله عليه وسلَّم - ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ). واستعرض مفتي عام المملكة خطوات الشيطان للإِنسان ومنها استباحة المحرمات وارتكاب شرب الخمر فإنه من أعظم وثبات الشيطان لإغواء بني آدم وهو شر محض وأم الخبائث وضرره متحقق، بالإضافة الى أن من مداخل عدو الله على ابن آدم أنه ينسيه مصالح دينه ودنياه ويشغله عن ذكر الله. ووجه في هذا الصدد نصيحته بأن لا يستهين المسلم بالشيطان ومكائده، وأن لا تأخذه الثقة بنفسه فإنَّ للشيطان على ابن آدم مداخل عديدة خفية لا يعلمها من الشبهات والشهوات والرياء والإعجاب والتهاون بالصغائر إلى أن تبلغ مبلغاً يعجز عن التخلص منها، فليكن المسلم على حذر من ذلك وليعرف مداخل عدو الله لينجو منها، فإنَّ من مداخل عدو الله على ابن آدم أن يزين له الباطل والمنكر. وأضاف سماحته فهذا سلاح الشيطان تزيين الباطل والمنكرات حتى يوقع ابن آدم في المعاصي وفي مكائد يعجز على التخلص منها وقد استولى على فكره وعقله وأخرج له الباطل مخرج الحق والحق مخرج الباطل.