أصدرت دائرة القضاء الإداري في محكمة الاستئناف الليبية في طرابلس أمراً قضائياً بوقف الاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع إيطاليا والذي وقعه رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج مع رئيس الحكومة الإيطالية باولو جينتيلوني في روما في 2 شباط (فبراير) الماضي والذي كانت إيطاليا تسعى إلى تطويره ليصبح اتفاقاً أوروبياً- ليبياً يشبه اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا، منح الأوروبيون بموجبه أنقرة 4 بلايين ونصف البليون يورو، في مقابل قيام الأخيرة بوقف تدفق المهاجرين واللاجئين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي. وقضى حكم دائرة القضاء الإداري الليبية، بوقف تنفيذ مذكرة التفاهم إلى حين البت في موضوع دعوى قضائية، مقدمة من قبل 6 مواطنين ليبيين أبرزهم وزير العدل الليبي السابق صلاح المرغني والمحامية عزة المقهور، في 13 شباط (فبراير) الماضي، تطعن بشرعية السراج والممثلين القانونيين لكل من وزارات الخارجية والدفاع والداخلية في حكومته، في قرار توقيع مذكرة التفاهم الليبية – الإيطالية. واستندت حيثيات الطعن المقدمة إلى أن السراج «مغتصب للسلطة ويدعي صفة لا يملكها، كون حكومته لم تنل ثقة مجلس النواب كما يقتضيه اتفاق الصخيرات الذي تشكلت بموجبه»، إضافة إلى أن «مذكرة التفاهم تحوّل ليبيا إلى مركز لإدارة الهجرة الأوروبية، بما يعنيه ذلك من احتجاز آلاف المهاجرين في مراكز تبنيها وتوسّعها إيطاليا». ويُذكر أن مجلس النواب المنتخب (مقرّه طبرق) رفض الاعتراف بمذكرة التفاهم التي وقعها السراج، معتبراً أنها باطلة وغير ملزمة، لأن رئيس حكومة الوفاق لا يحمل صفة قانونية، ولم يحصل على ثقة البرلمان. وجاء هذا القرار بعد 3 أيام على اجتماع وزراء داخلية الدول المعنية بالهجرة غير الشرعية، الذي حضره السراج وجينتيلوني استثنائياً وطلب رئيس حكومة الوفاق خلاله دعماً أوروبياً حقيقياً على صعيد تزويد طرابلس بمعدات وقطع بحرية تتيح لها الوقوف بوجه عصابات تهريب البشر. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية عن توقيف 4 أشخاص يتحدرون من دول المغرب العربي كشفت التحريات ترويجهم مواد إعلامية ودعائية لمصلحة «داعش» عبر الإنترنت. وأصدر وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي أمراً بطرد أحد الموقوفين من إيطاليا وإعادته إلى مسقط رأسه في تونس. غرقى قبالة تركيا وليبيا في سياق آخر، غرق قارب يحمل مهاجرين قبالة ساحل تركيا المطل على بحر إيجه أمس، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً وفقدان 4، بينما ذكرت وكالة دوجان للأنباء أن طواقم الإنقاذ استطاعت انتشال 7 أشخاص من القارب الغارق قبالة بلدة كوساداسي. إلى ذلك، قالت وكالة إغاثة إنها انتشلت 5 جثث لمهاجرين من البحر قبالة السواحل الليبية أول من أمس، بعد أن غرق قاربان كانا يحملان على الأرجح مئات المهاجرين. وقالت ناطقة باسم وكالة «برو أكتيفا أوبن آرمز»، وهي إحدى وكالات الإغاثة الكثيرة التي تعمل في المنطقة، إن هناك على الأرجح أكثر من مئة مهاجر في كل قارب بالنظر إلى حجمهما وإلى حقيقة أن مهربي البشر في ليبيا عادة ما يكدسون الناس على متنها.