اعتقلت الشرطة البريطانية في منطقة وست ميدلاندز (وسط) وفي شمال غربي البلاد أمس، مشبوهين اثنين آخرين في التورط بهجوم البرلمان في منطقة وستمنستر في لندن الأربعاء، ما رفع إلى 9 عدد المشبوهين المعتقلين، في وقت يركز المحققون على محاولة معرفة ما إذا كان هناك آخرون وجهوا تعليمات إلى الارهابي خالد مسعود، الذي كشف كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب مارك رولي أنه حمل اسم أدريان راسل أجاو قبل أن يعتنق الإسلام، كما استخدم أسماء مستعارة عدة. وعزز هذا الاعتقاد رصد رسائل بعثها مسعود عبر تطبيق «واتس أب» في هاتفه الخليوي قبل دقيقتين فقط من الهجوم، الذي ارتفع عدد قتلاه إلى 4 بوفاة ليسلي رودس (75 سنة)، وهو من ستريتهام جنوبلندن، متأثراً بجروح خطرة أصيب بها. وكشف مصدر في الإدارة الأميركية أن «مسعود كان على صلة بأشخاص لديهم اهتمام بالانضمام إلى جماعات إرهابية في الخارج، لكنه لم يفعل ذلك أبداً»، في حين كانت شرطة لندن أوضحت أن «مسعود لم يخضع لأي تحقيق خاص بالإرهاب، ولم تتوافر معلومات استخباراتية سابقة عن عزمه تنفيذ هجوم إرهابي، على رغم إدانته مرات باعتداءات تشمل إلحاق أذى جسدي بالغ وحيازة أسلحة هجومية، وارتكاب جرائم تهدد النظام العام». ومع استمرار عمليات التفتيش، نشرت الشرطة صورة جديدة لمسعود ودعت الجمهور إلى تقديم معلومات عنه، كما صادرت ثلاث سيارات، إحداها «مازدا» من منزل فاخر في مدينة مانشستر (شمال)، حيث أوقف رجل في ال35 من العمر. وتحولت لندن «قلعةً أمنية» مع نشر الشرطة آليات مصفحة في الشوارع ومضاعفة عدد عناصرها المسلحين، خصوصاً في منطقة وستمنستر، حيث فجر خبراء المتفجرات طرداً مريباً ليلاً. لكن كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب مارك رولي، أكد أن «لا أدلة على تهديدات أخرى». وزاد: «سترون أننا عازمون على معرفة ما إذا كان مسعود تصرف بمفرده مستلهماً الدعاية الإرهابية، أم أن آخرين شجعوه ودعموه أو وجّهوه». وكان تنظيم «داعش» أعلن أن مسعود «جندي في صفوفه لبى الدعوة إلى ضرب دول التحالف الدولي». وقال القائم بأعمال قائد شرطة لندن غريغ ماكي، إن «رجال الأمن المسلحين سيتخذون الآن خطوات استباقية للتصدي للمتشددين»، علماً أن الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في قوة شرطة العاصمة كيفين هيرلي، اعتبر أن وقف المهاجم وقتله بالرصاص على يد عنصر أمن «مجرد حظ، في ظل السماح بحمل خمسة في المئة فقط من أفراد الشرطة أسلحة». وأضاف: «في وسط لندن، لا نزال حتى الآن متقاعسين تجاه طبيعة التهديد الذي نواجهه. إذا لم نوقف الإرهابيين فوراً، سينشرون البؤس والفوضى والقتل في كل مكان. أتمنى أن نستيقظ ونرى ما يحدث في العالم». وكان برنارد هوغان هوي، الذي ترك منصب قائد شرطة لندن في شباط (فبراير) الماضي، أعلن سابقاً أن الشرطة تواجه صعوبة في تجنيد الضباط المسلحين الإضافيين». ونشرت صحيفة «ذي صن» شريطاً مصوراً لارتباك رئيسة الوزراء تيريزا ماي وحراسها لدى خروجهم من البرلمان بعد هجوم وستمنستر، إذ فشلوا في إيصالها إلى سيارتها المصفحة بسرعة، وبدا أنهم تركوها تركض على غير هدى لحظات قبل توجيهها نحو السيارة. في بلجيكا، وجه مكتب الادعاء العام اتهامات بالإرهاب وحيازة أسلحة غير شرعية إلى مواطن فرنسي تونسي الأصل عرف باسم «محمد ر.» قاد سيارة بسرعة في شارع تجاري للمشاة في مدينة أنتويرب الخميس، من دون أن يُصيب أحداً بأذى. وأوردت وسائل إعلام بلجيكية أن الشرطة عثرت على المشبوه نائماً في سيارته، بعدما طاردته عبر المدينة، وأنه كان ثملاً إلى درجة حالت دون استجوابه في الواقعة.