فتاتان في عمر الزهور تحلمان بالاعتماد على نفسيهما لترتاح والدتهما من العناء اليومي الذي تعانيه من أجل تلبية حاجاتهما الضرورية. أسمهان (20 عاماً) تتمنى أن تعتمد على نفسها في قضاء حاجتها من دون الحاجة إلى أحد، بينما تحلم رانية (15 عاماً) بالذهاب للمدرسة كسائر البنات. تقول أم أسمهان ل « الحياة»: «بنتاي معاقاتان لا تستطيعان المشي، وهما مصابتان بمرض ضمور المخ وتحتاجان لعناية خاصة كي تمارسا حياتهما بشكل اقل من العادي»، مشيرة إلى أنها تعاني كثيراً من حمل بنتيها، حين تراجع بهما المستشفيات فهي لا تستطيع الذهاب إلا بواحدة في كل مرة. وتضيف: «والدهما غير قادر على فعل أي شيء فهو لا يعمل ولم يجد عملاً له، وفي الآوانة الأخيرة أصيب بشيء من الإحباط مما أثر على نفسيته وأثر على عمله الذي فصل منه قبل ثمانية أعوام، وأصبح يسرح كثيراً ويلوم نفسه أكثر لعدم قدرته على مساعدة بنتيه». موضحة أن وزارة الشؤون الاجتماعية كانت تصرف لهما (3000 ريال) إعانة إلا أنها انقطعت منذ شهرين من دون أي سبب يذكر. أسمهان ورانية لا تستطيعان الاعتماد على نفسيهما في أي أمر، لذلك هما في حاجة إلى عاملة منزلية لمساعدتهما في كل أمورهما. تذكر أم أسمهان أنها تعرضت لمواقف كثيرة محرجة أثناء حمل إحداهما للمستشفى مما أثر فيهما نفسياً وأدى إلى رفضهما الذهاب للمستشفى. تقول الأم: «احتاجت ابنتي أن تقضي حاجتها ولكن عدم قدرتها على الاعتماد على نفسها تسبب في سقوطها في الأرض وجرحها مرات عدة»، مشيرة إلى أن ابنتيها لا تستطيعان الاعتماد على نفسيهما حتى في الأكل فهما لا تأكلان إلا المهروس. كل ما تتمناه أم أسمهان هو العلاج المتواصل لابنتيها وكرسيان خاصان بهما، ومنزل مهيأ ليسهل عليهما الدخول والخروج، وتسديد إيجار المنزل الذي تسكن فيه.