خيَّبت نتائج قمة «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» التي اختُتمت في كازاخستان أمس، الآمال في إطلاق مرحلة جديدة من عمل المنظمة، بعدما حالت ملفات خلافية دون الاتفاق على خطة عمل شاملة، واكتفى المشاركون بإصدار إعلان مبادئ اعتُبر مجرد «استذكار لمبادئ هلسنكي». واختتمت المنظمة قمتها الأولى منذ العام 1999، من دون تحقيق اختراق على صعيد تقريب وجهات النظر في شأن ملفات خلافية بين أعضائها، وغدت مسألة الإصلاحات التي يطالب بإطلاقها عدد من الأعضاء، وملف النزاعات الإقليمية، العنصرين الأساسيين اللذين أعاقا تحقيق تقدم خلال اعمال القمة التي استغرقت يومين. وبذلت كازاخستان جهوداً من أجل حشد تأييد الدول ال56 الأعضاء في المنظمة، لبيان ختامي أطلقت عليه تسمية «إعلان الآستانة»، ووصفه الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف بأنه «نجاح تاريخي». لكن عدداً من الوفود المشاركة في القمة أعرب عن «خيبة أمل» من النتيجة التي لم تتضمن التوصل إلى اتفاق حول خطة عمل المنظمة. وأشارت ناطقة باسم وفد الاتحاد الأوروبي إلى أن «النتيجة لم تُضف شيئاً للمنظمة»، فيما اعتبر ديبلوماسي روسي أن القمة «أعادت التذكير بمبادئ هلسنكي، ولم تقل شيئاً إضافياً ولم تأخذ في الإعتبار كل المتغيّرات التي أصابت العالم». ولفتت مصادر ديبلوماسية إلى أن الخلافات في شأن جورجيا والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان، هي أبرز الملفات التي أعاقت تقريب وجهات النظر خلال القمة. وكانت موسكو حذرت من أنها «لن توقّع على أي وثيقة تشير إلى النزاع مع جورجيا، ولن تتعامل مع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بصفتهما جمهوريتين مستقلتين». وبرز تباين واضح بين موسكو وواشنطن، بتأكيد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمام القمة أن موقف بلاده من استقلال الإقليمين عن جورجيا «غير قابل للنقاش أو المراجعة»، فيما حمّلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون روسيا مسؤولية منع إرسال بعثة للمنظمة إلى جورجيا. كما غدت مسألة الأمن في أوروبا والخلاف الروسي مع الولايات والمتحدة وحلف شمال الأطلسي حول سبل مواجهة التهديدات المعاصرة للقارة الأوروبية، من المواضيع التي عرقلت مناقشات تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في مواجهة التهديدات الأمنية التي تضر بالاستقرار الإقليمي والعالمي، وتسوية الخلافات في شأن الإرهاب وأمن الحدود والجرائم الإلكترونية.