على عكس معظم الممثلين السوريين، بدأت الفنانة رنا جمّول مسيرتها الفنية من السينما حيث شاركت المخرج السينمائي السوري عبد اللطيف عبد الحميد في فيلمين وهي ما زالت طالبة في السنة الثالثة في المعهد العالي للفنون المسرحية. وهي لفتت الأنظار منذ إطلالتها الأولى، لتتحول بعد ذلك إلى الدراما التلفزيونية نتيجة غياب الصناعة السينمائية في سورية، فتألقت في أعمال تلفزيونية مهمة منذ تسعينات القرن الماضي وحتى الآن منها «الاجتياح» مع المخرج شوقي الماجري، و «التغريبة الفلسطينية» مع المخرج حاتم علي، وغيرها من الأعمال. جمّول التي شاركت الموسم الماضي في أعمال عدة منها «الصندوق الأسود» مع المخرج الشاب سيف الشيخ نجيب، وخماسية «تقاطع خطر» مع المخرج الليث حجو، ومسلسل «رجال مطلوبون» بإشراف المخرج حاتم علي، أكّدت ل «الحياة» أنها في صدد تقديم برنامج تلفزيوني لمصلحة التلفزيون السوري، وستشارك في مسلسل جديد لم تفصح عن اسمه بانتظار التوقيع والاتفاق النهائي. وعن سبب تواجدها المتواضع في المواسم الأخيرة تقول رنا جمّول: «اعتذرت في الموسم الماضي عن أعمال عدة، وذلك يعود لطبيعة هذه الأعمال الفنية، فمنها ما يتطلب التصوير في محافظات سورية، ومنها ما يحتاج إلى تفرّغ كبير. وبعض الأعمال تأتي في أوقات حرجة، وهذا صعب بالنسبة إليّ في الوقت الحالي لالتزاماتي العائلية، وفي المقابل عندما يكون الوقت والوضع مناسبين لا تأتي العروض والأعمال التلفزيونية». مشاركتها الأكبر في الموسم الماضي كانت عبر مسلسل «الصندوق الأسود»، عن ذلك تقول: «يحمل العمل قصة مختلفة، فهو عمل على سوية فنية عالية، بممثلين جيدين، وصورة جميلة. تحوي حبكته الإثارة والتشويق، وأرى أنه يستحق المشاهدة والمتابعة. فهو على رغم أنه لا يقدم وجبة فكرية ثقيلة ولا يحوي على إسقاطات أو أبعاد، يقدم مقولة اجتماعية جذابة مقدمة بطريقة فنية جديدة». وعن تواجدها في معظم أعمال المخرج السوري حاتم علي وآخرها في مسلسل «صراع على الرمال» وسبب تلك المشاركة الدائمة تقول: «حاتم علي يعرف قدراتي ويوظفها في شكل صحيح، وأنا استمتع بالعمل معه، فأعماله دائماً ذات سوية فنية عالية، وهو حريص على كل عناصر العمل. إضافة إلى أن أعماله مشاهدة في شكل كبير، أي ممثل سيكون مرتاحاً للعمل معه والظهور بمكان لائق. وبالنسبة لي فمشاركتي في مسلسل «التغربية الفلسطينية» مع (علي) كانت مفصلاً مهماً في مسيرتي الفنية، والشخصية التي قدمتها خاصة ومميزة ولن تتكرر». بطولة جماعية عن رأيها في الدراما السورية تقول جمّول: «عندما نقول السياسة السورية أو الاقتصاد السوري أو السياحة السورية، أصبحنا نضيف لها الدراما السورية، فالأخيرة أصبح لها شأن مهم في مختلف أنحاء العالم، والممثل السوري أصبح يدعى ويكرم في بريطانيا وأميركا وغيرها من الدول. وهذا دليل على علو شأنها ورفعتها، وأكثر ما يميزها هو البطولة الجماعية وغياب مفهوم البطولة المطلقة، فالنص في الدراما السورية هو البطل الأساسي، لملامسته للواقع، وعندما يكون النص جيداً، فمهما كبر دور الممثل أو صغر فإنه يحقق له المظهر اللائق والمقنع والمؤثر». قدمت رنا جمّول العديد من الشخصيات النسائية المهمة في تاريخ الدراما السورية منها (صبرية) في مسلسل «دمعة حزن» والذي كان من أوائل الشخصيات الثائرة في الدراما، إضافة إلى تقديمها دوراً مهماً في بدايتها الفنية في مسلسل «اللوحة الناقصة» مع المخرج محمد عزيزية حيث جسدت دور فتاة مشوهة ومعقدة نفسياً. انطلاقاً من هذه الأدوار سألنا جمّول عن رأيها في صورة المرأة في الدراما فأجابت: ما يقدم عن المرأة في الدراما حالياً هو مرآة للواقع، نراها في الدراما كما هي في الواقع. وهذا جيد لكنه غير كاف، يجب أن تقدم أعمال عن صورة المرأة الطموح وذات الهدف، وليس تقديمها فقط كما هي، بمعنى آخر يجب أن نقدم حلولاً للمشاكل التي نقدمها بدلاً من الاكتفاء بتقديم هذه المشاكل، وهذا الأمر ليس فقط في قضية المرأة بل هو ينطبق على مختلف المشاكل الاجتماعية والحياتية التي نقدمها عبر مرآة الدراما. نحن حتى الآن لم نقدم ما نطمح له من مجتمع أكثر صدقاً وحرية وشفافية، إلا ما ندر، ولم نجرأ على تقديم حلول للمشاكل المطروحة، صحيح انه أمر غير مطلوب من الدراما، ولكن ما المانع من طرق هذا الباب الذي سيوسع الأفق ويفتح فضاءات جديدة؟». وعن أسباب غياب الحلول للمشاكل المطروحة تضيف الفنانة الشابة: «قبل عقد من الزمن كانت الرقابة على الأعمال الدرامية شديدة جداً، لكن الدراما السورية في السنوات الأخيرة رفعت سقف الرقابة وأصبحت تعرض مشاكل لم نكن نجرؤ على ذكرها وهذا أمر جيد لكنه غير كاف كما ذكرت، والدراما السورية في السنوات المقبلة ستطرق باب الحلول المقترحة للمشاكل المقدمة وهذا ما سيرفع من شأنها أكثر ويجعلها في الواجهة في شكل كبير».