فشلت قوات الإطفاء الإسرائيلية حتى صباح اليوم الجمعة في السيطرة على الحريق الهائل الذي شبّ صباح أمس في أحراش جبل الكرمل وامتد خلال ساعات الليل إلى حي في مدينة حيفا وبلدات أخرى فيما بدأت تصل أولى المساعدات الدولية لإخماد الحريق. وقال قائد قوات إطفاء الحرائق والإنقاذ الإسرائيلي شمعون روماح صباح اليوم إن النيران تمتد باتجاه البيوت في حي دينيا في جنوب حيفا وقرية عسفيا على قمة جبل الكرمل وباتجاه البيوت في مدينة طيرة الكرمل الواقعة في ساحل حيفا الجنوبي وباتت المنحدرات الغربية للكرمل كتلة هائلة من النيران. وركزت قوات الإطفاء عملها صباح اليوم على منع انتشار النيران باتجاه طريق حيفا – تل أبيب القديم المحاذي لسفح جبل الكرمل. وأخلت قوات الإنقاذ خلال الليلة الماضية قرابة 18 ألف شخص من بيوتهم تحسبا من امتداد النيران إليها. في هذه الاثناء، بدأت تصل المساعدات الدولية لإسرائيل صباح اليوم ووصلت طائرات إخماد حرائق من اليونان وبلغاريا وقبرص. وقال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان للإذاعة العامة صباح اليوم إن تركيا قررت إرسال مساعدات لإسرائيل بناء على توجه من ألمانيا. وقال الضابط في قوات إطفاء الحرائق مناحيم كاسبي إنه يتوقع وصول 20 طائرة خاصة لإخماد الحرائق من عدة دول بينها روسيا وتركيا وأذربيجان وايطاليا وفرنسا حتى ظهر اليوم. وشدد كسبي على أن عملية إخماد الحريق ستستغرق عدة أيام. كذلك أعلنت السفارة البريطانية في تل أبيب أن مروحيتين تحملان عتادا لإخماد الحرائق حلقتا من قاعدة بريطانية في قبرص وتوجهتا إلى إسرائيل. كذلك أرسلت بلدية نيويورك طائرة تحمل كميات كبيرة من المواد التي تعيق انتشار الحريق والتي نفذت من المخازن الإسرائيلية. وأعلنت "كيرن كييمت ليسرائيل" المسؤولة عن زراعة الأشجار في إسرائيل عن أن الحريق أتى على 20 الف دونم على الاقل والتهم 1.5 مليون شجرة وأن ترميم المنطقة التي احترقت وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحريق سيستغرق 40 عاما. ويعقد الكابينيت الإسرائيلي اجتماعا طارئا صباح اليوم في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للبحث في تبعات الحريق واستخلاص العبر. وفي الوقت الذي بدأ فيه الحديث في إسرائيل عن إخفاق كبير للغاية في الاستعداد لمواجهة حرائق كبيرة قال ليبرمان إن الكابينيت سيبحث في شراء طائرات خاصة لإخماد الحرائق من أجل منع تكرار حدوث عجز إسرائيلي في المستقبل مثلما هو حاصل اليوم.