تعد مشاركة القوات السعودية من جميع أفرع القوات المسلحة في تمرين «حسم العقبان 2017» في الكويت الذي بدأ الأحد الماضي ويستمر حتى 6 نيسان (أبريل) المقبل مع قوات عسكرية من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والجانب الأميركي، في الوقت الذي تقود فيه التحالف العربي لعملية إعادة الأمل ودعم الحكومة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، دليلاً ساطعاً لما وصلت إليه المملكة وقواتها المختلفة من قوة للدفاع عن حقها السيادي وتراب الوطن الغالي ومقدساته. ووصف قائد الوحدات السعودية المشاركة في تمرين «حسم العقبان 2017» العميد ركن محمد الربيع التمرين المشترك في نسخته ال14 بأنه من أكبر التمارين على مستوى الشرق الأوسط، ويأتي ضمن خطط وبرامج القوات المسلحة التدريبية المعدة مسبقاً لتطوير مهارات القوات المسلحة ورفع مستوى الجاهزية القتالية، والاطلاع على ما لدى القوات المشاركة من تقنيات فنية، والاستفادة من الخبرات المتبادلة وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال العمليات المشتركة، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود في مواجهة التحديات والأزمات المرتبطة بالعمليات العسكرية. وتعد مشاركة القوات السعودية المختلفة في مثل هذه التمارين - بحسب وكالة الأنباء السعودية - برهاناً واضحاً يعكس المستوى الاحترافي الذي تتمتع به القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها، إضافة إلى قدرتها في تكوين تحالفات عسكرية لمواجهة أي مخاطر تهدد أمن واستقرار المنطقة. كما يؤكد إنشاء تحالف عربي وإسلامي لمواجهة خطر الإرهاب وتنظيم «داعش» الإرهابي على أراضيها قوة المملكة وقدرتها العسكرية، عززتها ثقتها وثقلها في المحافل الإقليمية والدولية. ويعكس تمرين «حسم العقبان 1990» الذي بدأ في البحرين ارتفاع مستوى أداء القوات المسلحة في الخليج العربي وقوات درع الجزيرة. وكانت وزارة الدفاع الكويتية أعلنت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي أن قوات من السعودية والكويتوالبحرين وقطر والإمارات تشارك في التمرين، لتعزيز القدرات العسكرية والقتالية الخليجية. وذكرت مديرية التوجيه المعنوي والعلاقات العامة في رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي في بيان صحافي (نشرته «الحياة») في 18 آذار (مارس) الجاري أنه سيشارك في فعاليات التمرين قيادات وضباط من مختلف قطاعات الجيش ووزارة الداخلية والحرس الوطني ووزارات ومؤسسات الكويت ودول مجلس التعاون وقيادة قوات درع الجزيرة بالتعاون مع أميركا. وأوضح البيان أن التمرين ينفذ على الأراضي والمياه الإقليمية والاقتصادية والأجواء التابعة للكويت، وسيجري على مراحل عدة، هي إجراءات التخطيط العملياتي، وتمرين مراكز القيادات، والتمرين الميداني، وتختتم الفعاليات بندوة لكبار القادة. وأشار مدير التدريب في الدفاع العميد ركن مشعل عبدالله مشعل، خلال افتتاح أعمال الاجتماع التخطيطي النهائي للتمرين، إلى أن «حسم العقبان» يهدف إلى تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي تواجه دول التعاون. وأكد أن من أهداف التمرين «المحافظة على أمن واستقرار دول المنطقة، ورفع الجاهزية القتالية، وقياس القدرة على إدارة الأزمات والعمليات المشتركة والمختلطة، بناء على ما يتطلبه الموقف العسكري، من خلال تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء». ولفت إلى أن هذا التمرين يعد أحد أكبر التمارين العسكرية على المستوى الإقليمي والدولي، معرباً عن تقديره لعمل الجيش الكويتي جنباً إلى جنب مع القطاعات الحكومية وممثلي القوات العسكرية من دول مجلس التعاون وأميركا، من خلال مجموعات وورش عمل التخطيط المشترك للتمرين. وشارك في الاجتماع ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي وأميركا وقوات درع الجزيرة المشتركة وبعض الوزارات والمؤسسات والهيئات وإدارات الدولة المعنية لتنفيذ تمرين «حسم العقبان» في الكويت خلال الفترة من 19 آذار (مارس) الجاري إلى السادس من نيسان (أبريل) المقبل. ويعد هذا التمرين النسخة ال14 من سلسلة تمارين «حسم العقبان» التي بدأت العام 1999 عندما استضافت البحرين التمرين الأول، إذ شهدت نقلة نوعية تعكس المستوى الاحترافي الذي تتمتع به القوات المسلحة. وتبرز أهمية «حسم العقبان» في تعزيز التعاون على مستوى الدفاع الإقليمي بين دول مجلس التعاون والدول الشقيقة والصديقة، بما يسهم في تبادل واكتساب الخبرات في مجال إدارة الأزمات والكوارث، وتوحيد الرؤى حول تنسيق جهود مكافحة العمليات الإرهابية وأمن الحدود، ومجابهة الأفكار المتطرفة. يذكر أن السعودية حلت في المرتبة الثالثة عربياً وال21 دولياً، وفق تصنيف «مؤشر القوة»، الذي يرتب جيوش العالم بحسب قوتها ل2016، في تقرير موقع «غلوبال فاير باور» المتخصص في تسليح الجيوش. ووفقاً للترتيب الذي أعلنه الموقع حلت السعودية في المرتبة الثالثة عربياً بعد مصر التي جاءت في المركز ال14 عالمياً والأولى عربياً وأفريقياً ثم الجزائر، في المركز ال17 عالمياً. ويعد موقع «غلوبال فاير باور» أحد أهم المواقع العسكرية الأميركية المتخصصة في مجال التسليح، وله تقويم سنوي لجيوش دول العالم، بحسب البيانات المتاحة من بلد إلى آخر.