ضرب الإرهاب في قلب لندن أمس موقعاً أربعة قتلى و20 جريحاً. في حادثة بالغة الخطورة وُصفت بأنها «كارثية» خلال هجوم بسيارة رباعية الدفع دهس سائقها عمداً حشداً من المواطنين على جسر وستمنستر قرب مقر البرلمان الذي شهدت أسواره أيضاً هجوم السائق الذي كان يحمل آلة حادة يُعتقد أنها ساطور، على ضابط شرطة وقتله قبل أن يُقتل بدوره أيضاً برصاص رجال الأمن. وسارعت الشرطة إلى وصف الهجوم بأنه «إرهابي»، في مؤشر إلى أنها تعتبر المسلح مرتبطاً بتنظيم «داعش» أو بجماعات ارهابية أخرى. وأفيد بأن قوات الأمن عثرت على مواد «مشبوهة» في السيارة التي نفّذت عملية الدهس، من دون أن يتضح ما إذا كانت متفجرات، عندما صدم السائق جسر وستمنستر بعد دهسه مجموعة من الأشخاص (بينهم ما لا يقل عن ثلاثة تلاميذ فرنسييين كانوا في رحلة سياحية). وأكدت الشرطة لاحقاً أن شخصين (أحدهما إمرأة) قُتلا في حادثة الدهس التي أعادت إلى الأذهان الهجوم الذي نفّذه مواطن فرنسي من أصول تونسية، ينتمي الى تنظيم «داعش»، في نيس جنوبفرنسا عندما قتل 87 شخصاً دهساً بشاحنة مسروقة في تموز (يوليو) العام الماضي. وجاء هجوم لندن أمس في الذكرى السنوية الأولى لهجمات بروكسيل التي نفّذها تنظيم «داعش» أيضاً. وبعد حادثة الدهس التي وقعت قرابة الساعة 2:40 بعد الظهر، حاول الشاب الملتحي آخر على بعد أمتار عندما حاول شخص اقتحام السور المحيط بمقر البرلمان. وقال شهود إن عنصري أمن حاولا التحدث إليه فرفع بيده آلة حادة يُعتقد أنها سكين أو ساطور وطعن بها أحدهما (توفي لاحقاً) فطلب الآخر مساعدة عناصر الشرطة التي أطلقت ما لا يقل عن ثلاث رصاصات على المهاجم الذي خرّ أرضاً. وأظهرت صور للمهاجم المفترض أنه داكن البشرة ولديه لحية قصيرة، وكان يحيط به رجال أمن يشهرون سلاحهم عليه، إضافة إلى مسعفين يحاولون إنقاذ حياته، قبل إعلان مقتله. وأكد نائب مفوض شرطة لندن إن المحققين «واثقون» إن منفّذ الهجومين شخص واحد تم قتله على أسوار البرلمان. وعقدت الشرطة مساء مؤتمراً صحافياً قالت فيه إنها تعتبر ما حصل «عملاً إرهابياً» لكنها تظل «منفتحة على كل الاحتمالات»، خصوصاً أن قسم مكافحة الإرهاب هو الذي يقود التحقيق. وقالت إنها تلقت في البدء تقارير عدة، بينها أن هناك شخصاً سقط في النهر قرب البرلمان (تبيّن لاحقاً أنها امرأة وتم إنقاذها، من دون أن يتضح هل قفزت في الماء خوفاً من الهجوم على السياح على الجسر)، قبل أن تصل بلاغات أخرى عن حادثة دهس. وناشدت الشرطة المواطنين الابتعاد من وسط العاصمة، لا سيما الشوارع المحيطة بمقر البرلمان. وأعلنت الشرطة تعزيز إجراءات الأمن في العاصمة، بما في ذلك نشر أعداد أكبر من رجال الشرطة. وأعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي كانت في البرلمان «بخير»، وأنها نُقلت إلى مقر الحكومة حيث رأست اجتماعاً للجنة الأمن «كوبرا»، فيما علّق البرلمان أعماله ومنع النواب من مغادرة المبنى. وهذا هو الهجوم الإرهابي الأول الذي تشهده لندن في عهد عمدتها المسلم صادق خان، الذي سارع إلى إدانة ما حصل. ونفّذت شرطة مكافحة الإرهاب الأحد الماضي مناورة للتعاطي مع حادثة إرهابية محتملة تشمل خطف إرهابيين ركابَ سفينة سياحية في نهر التايمز، في مؤشر إلى أن أجهزة الأمن تخشى حصول عمل إرهابي في لندن. ويعود آخر عمل إرهابي كبير في العاصمة البريطانية إلى عام 2005، عندما نفّذ أربعة من عناصر «القاعدة» هجمات إرهابية دموية ضد باص للنقل العام وثلاثة قطارات أنفاق.