قصف مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مناطق استعادتها القوات العراقية في غرب الموصل، فأصابوا مدنيين هاربين من القتال في وقت مبكر اليوم (الأربعاء) بينما تتقدم القوات الحكومية ببطء في الطرقات الضيقة والخطرة للمدينة القديمة. وقال مسؤولون عسكريون أن قصفاً كثيفاً بقذائف الهاون قتل خمسة مدنيين على الأقل وأصاب أكثر من 20 في حيي الموصل الجديدة والرفاق اللذين استعادتهما الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع. ودخلت الحرب في الموصل، المعقل الأخير للتنظيم المتشدد في العراق، شهرها السادس وتمكنت القوات العراقية بدعم من ضربات جوية ومستشارين أميركيين من السيطرة حتى الآن على شرق الموصل وأكثر من نصف الشطر الغربي. ويتركز القتال على السيطرة على جامع النوري الاستراتيجي في المدينة القديمة، حيث أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خلافة في تموز (يوليو) 2014 بعدما احتلت الجماعة المتشددة مساحات واسعة في العراق وسورية. وما زال حوالى 600 ألف مدني في الشطر الغربي من الموصل، وهو ما يزيد من تعقيد المعركة. ويهرب الآلاف يومياً إلى مخيمات أو مناطق تسيطر عليها الحكومة في الشرق. ومن المعتقد أن البغدادي وغيره من قادة «داعش» غادروا الموصل ويستخدم مقاتلو التنظيم قناصة يختبئون بين المدنيين وسيارات وشاحنات ملغومة في شن هجمات انتحارية على مواقع عسكرية عراقية حول المدينة القديمة. وقال ناطق باسم الشرطة الاتحادية أن التنظيم المتشدد قصف مناطق محررة مأهولة لتشتيت انتباه القوات العراقية وأصاب العشرات. وأغلقت القوات العراقية الطرقات المؤدية إلى مناطق تمركز الشرطة الاتحادية على مشارف المدينة القديمة لمنع السيارات الملغومة التي يقودها انتحاريون من الوصول إلى جنودهم، في حين كانت الدبابات وفرق الصواريخ تقف متأهبة عند السواتر ويتمركز الجنود المسلحون بقاذفات صاروخية على الأسطح. وقال مسؤول في الشرطة الاتحادية أنهم يمشطون الشوارع والمباني من السيارات المفخخة والقذائف المزروعة على جوانب الطرقات. وعلى جبهة أخرى، قال الضابط في قوة مكافحة الإرهاب في غرب الموصل للتلفزيون العراقي الرسمي معن السعدي: «تقدمت قوات مكافحة الإرهاب في حي اليابسات والمنطقة الصناعية القديمة غرب المدينة». ووفقاً لأرقام رسمية، فإن عدد النازحين من شطري الموصل منذ بداية العملية العسكرية، وصل إلى 355 ألفاً. ويقدر مسؤولون أميركيون عدد المقاتلين المتشددين الباقين في المدينة بحوالى ألفين.