سيول، بكين، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - لم تستبعد سيول أمس، ان تشنّ بيونغيانغ هجوماً جديداً على اراضيها، فيما حضّت الصين كلّ الأطراف على تجنّب «إشعال الوضع» مجدداً بين الكوريتين، ورفضت إدانة مجلس الأمن هجوم الشمال على الجنوب. وقال مدير الاستخبارات الكورية الجنوبية وون سي هون: «من المحتمل جداً أن يشنّ الشمال هجوماً آخر». وأضاف خلال اجتماع لجنة برلمانية، ان الهجوم على جزيرة «يونبيونغ» جاء فيما «تتصاعد الشكاوى في شأن الخلافة لجيل ثالث (في كوريا الشمالية)، ويسوء وضعها الاقتصادي». يأتي ذلك في وقت أعلنت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية ان سيول وواشنطن تبحثان في إجراء مناورات مشتركة جديدة في الشهر الجاري أو مطلع 2011. وأضافت ان «المحادثات متواصلة لتحديد مكان المناورات وزمانها ونطاقها». وأفادت وكالة «يونهاب» بأن سيول تنوي إجراء مناورات مدفعية اضافية، «من بينها تدريبات في مياه قريبة من الحدود (مع الشمال) في البحر الأصفر»، اعتباراً من الإثنين المقبل. وأشارت الى إن هذه التدريبات شائعة وستكون الى الغرب من جزيرة «يونبيونغ» التي استهدفها القصف الكوري الشمالي الأسبوع الماضي، ما ادى الى مقتل جنديَين ومدنيَين. وأجرت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر، من الأحد الى الأربعاء، مناورات مشتركة هي الأضخم بين البلدين حتى الآن، في استعراض للقوة يستهدف وفق واشنطن «تعزيز قوة الردع حيال كوريا الشمالية». الى ذلك، افادت وكالة «رويترز» بأن البحرية الأميركية تسعى الى نقل وقود محركات نفاثة من اليابان إلى كوريا الجنوبية، والذي يستخدمه الجيش الأميركي في تشغيل كل شيء، من الدبابات إلى المقاتلات. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان «على الأطراف المعنيين الاحتفاظ بهدوئهم وممارسة ضبط النفس، والعمل على العودة الى طريق الحوار والتفاوض». وقال: «المهمة الأكثر الحاحاً الآن، هي منع تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ويجب الامتناع عن القيام بأي عمل يمكنه ان يشعل الوضع» بين سيول وبيونغيانغ. وأشار الى ان بكين ستتعامل مع الوضع «بوصفها قوة كبرى مسؤولة»، مشدداً على انها «تحدد موقفها استناداً إلى كل حالة، ولا تسعى الى حماية أي طرف». تصريح يانغ جيشي جاء بعد منع الصين مجلس الأمن من ادانة كوريا الشمالية، اثر هجومها الأخير على الجنوب وكشفها انها تمتلك «الآلاف من اجهزة الطرد المركزي» المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. وقال ديبلوماسي: «خلافاً لرغبة غالبية كبرى من اعضاء مجلس الأمن، تعرقل الصين اي تحرك في شأن تخصيب اليورانيوم، ولا أمل كبيراً في إجراء محادثات حول القصف الكوري الشمالي الأخير». وأضاف ان الصين «قالت ان ادانة كوريا الشمالية او تعبير مجلس الأمن عن قلقه في شأنها، غير مقبول، لذلك تراوح المحادثات مكانها»، مرجحاً «ألا يقوم مجلس الأمن بأي تحرك إزاء كوريا الشمالية». في واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس ان «من واجب الصينيين الضغط على الكوريين الشماليين، ليضعوا حداً لموقفهم العدائي».