سلّم المواطن محمد البلوي من منطقة تبوك قطعة أثرية نادرة يعود تاريخها إلى ستة آلاف سنة، للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الثلثاء الماضي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم (الإثنين). وتعد القطعة التي تسلمها رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان من البلوي في مقر الهيئة بالرياض، تحفة فنية نادرة استخدمت «مسلة شاهدية» كانت توضع على المقابر، وهي عبارة عن مجسم حجري للنصف الأعلى لجسم إنسان يحتوي على الوجه، والعينين، وفم غائر، وأنف مستطيل بارز، ورمز هندسي تحت العين اليسرى، وقلادة متدلية من الصدر وثلاثة حبال، ويزن المجسم 88 كيلوغراماً. والمجسم جزء من مكتشفات عدة تعود إلى ستة آلاف سنة، اُكتشف عدد منها شمال غربي المملكة، والأردن، واليمن، وعلى رغم أن المكتشف منها قليل ونادر جداً، إلا أن قطاع الآثار في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يمتلك أربعة نماذج إضافة إلى القطعة الجديدة. ومنح رئيس الهيئة مكافأةً وشهادة تكريم للبلوي بعد اختتام اجتماع مجلس الإدارة وبحضور عدد من أعضاء المجلس، ل«تفاعله مع توجهات الهيئة، ومقتضيات نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الذي يؤكد أن الآثار مملوكة للدولة ويدعو المواطنين والمقيمين إلى الحفاظ عليها وتسليمها». وشدد الأمير سلطان على ضرورة أن يكون لدى المواطنين وعي عن كيفية التعامل مع معثورات الآثار، مشيراً إلى أن «بعض المواطنين المخلصين عندما يجدون آثاراً يحفرون لاستخراجها ويقومون بتسليمها وهذا خطأ شائع، لأن 50 في المئة من قصة الأثر تكمن في المكان، لذا يجب أن يتركوها في مكانها حتى لا تخسر قيمتها البحثية والعلمية، ولا يخبروا أحداً سوى مكتب الآثار ليتولى استخراجها والتعامل مع الموقع»، مؤكداً أن السطو على الآثار يعتبر «سرقة لثروات وتاريخ الوطن وجناية في المقام الأول، لذلك يجب أن ينتبه المواطنين أن الآثار محمية بحكم النظام». وأشار إلى أن الهيئة ستبدأ حملة إعلامية للتوعية بمخاطر سرقة الآثار أو إخفائها، لتكون انطلاقة جديدة في برنامج استعادة الآثار، حاضاً المواطنين على إدراك قيمة الأثر وكيفية التعامل معه والانتباه لقوانين الآثار. من جانبه، دعا البلوي المواطنين إلى ضرورة تسليم القطع الأثرية التي بحوزتهم إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتسجيلها ضمن آثار المملكة وعدم العبث أو التصرف بها، لأنها ملك للوطن والمواطنين، مشيراً إلى أنه تشجع على تسليمها حتى يتمكن من إهدائها لمقام خادم الحرمين الشريفين في الملتقى الأول لآثار المملكة. يذكر أن الهيئة تنظم تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الملتقى الأول للآثار الوطنية الذي يقام في النصف الثاني من شهر ذي الحجة المقبل في الرياض، برعاية خادم الحرمين، وبالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، ووزارات الشؤون البلدية والقروية، الثقافة والإعلام، التعليم، إضافة إلى عدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة. ويشهد الملتقى مشاركة علماء آثار ومتخصصين عالميين، وتوثيق إسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات وحلقات نقاش مع أهم المتخصصين السعوديين في هذا المجال، وعقد عدد من جلسات وورش العمل والمعارض المتخصصة، إضافة إلى إطلاق مبادرات ومشاريع متزامنة في مجال الآثار.