بدأت فصائل في «الجيش السوري الحر» أمس، معركة ضد «داعش» جنوب شرقي سورية، بالتزامن مع استمرار القوات النظامية «قضم» مناطق التنظيم بين حلب ونهر الفرات شمال شرقي البلاد لإحكام الحصار على بلدة دير حافر شرق حلب. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس بأن «فصائل عسكرية تابعة للجيش السوري الحر عاملة ضمن غرفة عمليات البادية السورية أطلقت معركة جديدة ضد تنظيم داعش في منطقة الحماد الواقعة جنوب شرقي البلاد». وذكرت مصادر عسكرية أن الفصائل «تمكنت من السيطرة على كل من سرية البحوث العلمية في التيس وحاجز السبع بيار وحاجز مكحول وتل سيس وسد ريشة بعد معارك عنيفة استمرت لعدة ساعات انتهت بسقوط عدة قتلى من تنظيم داعش». ولفتت المصادر إلى أن المعركة التي تحمل اسم «سرجنا الجياد» ستكون على مراحل عدة، وهدفها السيطرة على منطقة البادية والحماد في شكل كامل. وأشارت «الدرر» إلى أن الفصائل المشاركة هي «جيش أسود الشرقية وقوات أحمد العبدو ولواء شهداء القريتين وجيش مغاوير الثورة وجيش أحرار العشائر». من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوات أحمد العبدو وجيش أحرار العشائر وأسود الشرقية وفصائل أخرى متحالفة معها واصلت هجومها العنيف منذ فجر أول من أمس في البادية السورية، حيث تركزت الاشتباكات في أطراف القلمون الشرقي والبادية القريبة من مدينة القريتين، ذلك أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين هذه الفصائل من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، متزامنة مع قصف مكثف للفصائل على مواقع الاشتباكات». وتمكنت «قوات العبدو» وبقية الفصائل من تحقيق تقدم والسيطرة على سرية البحوث العلمية وحاجزي سيس والمكحول وجبل السيس وتلة مكحول، بالإضافة لتمكنها من تثبيت سيطرتها على جبل الأفاعي في القلمون الشرقي. وتابع أن «هذه المعارك بين الفصائل المقاتلة من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، ترافقت مع ضربات جوية نفذتها طائرات يرجح أنها روسية على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في القلمون الشرقي والبادية السورية»، في حين نفت مصادر وجود أي تنسيق بين فصائل عملية «سرجنا الجياد لتطهير الحماد» والطائرات الروسية أو أي طائرات أخرى. وقالت إنهم «يتابعون معركتهم من دون أي غطاء جوي من أي طرف، بينما وردت معلومات للمرصد السوري عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، فيما تزامنت الاشتباكات مع عمليات استهدافات متبادلة، تسبب في تدمير وإعطاب آليات». في الشمال، قال «المرصد» إن المعارك استمرت «بين عناصر تنظيم «داعش» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، في الريف الجنوبي لبلدة دير حافر في ريف حلب الشرقي». وعلم أن «قوات النظام تمكنت بعد وصولها إلى أطراف بلدة دير حافر من تحقيق تقدم جديد الأحد، والسيطرة على قرية شريمة ومزارعها في جنوب دير حافر، في محاولة لتوسعة نطاق سيطرة النظام في ريف حلب الشرقي، وتقليص مناطق سيطرة التنظيم». وكان «المرصد» قال انه «مع دخول قوات النظام اليوم الأول من الشهر الثالث لعملياتها العسكرية المنطلقة في ال 17 من الشهر الجاري، تتواصل العمليات العسكرية في الريف الشرقي لحلب، وتمكنت قوات النظام بقيادة مجموعات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، وبدعم من المسلحين الموالين لها وعناصر في حزب الله اللبناني، مسندة بقصف من المدفعية الروسية ومن الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، تمكنت من تحقيق تقدم هام، عبر السيطرة على قرية الأحمدية وقريتين صغيرتين «مزرعتين»، وباتت على أطراف بلدة دير حافر، وتزامن هذا التقدم من المحور الشمالي للبلدة، مع تقدم لهذه القوات على حساب تنظيم داعش من المحور الغربي للبلدة، ومن المحور الجنوبي، وباتت من المحورين الأخيرين على بعد مئات الأمتار من البلدة». وأشار «المرصد» إلى أن «قوات النظام تسعى لمحاصرة بلدة دير حافر من 3 جهات هي الشمالية والغربية والجنوبية، فيما بقي المحور الشرقي للبلدة مفتوحاً باتجاه أقصى ريف حلب الشرقي والقرى المتبقية تحت سيطرة التنظيم». وأكدت مصادر أن «داعش» عمد إلى سحب غالبية عناصره من بلدة دير حافر «قبل أن يقعوا في حصار كامل داخل البلدة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية». كما جاء هذا التقدم بعد نقل محور المعارك من مطار الجراح العسكري إلى محيط بلدة دير حافر وريفها، بعد تمكن قوات النظام من الدخول إليه والبدء بتمشيطه في ال 9 من آذار (مارس) الجاري، في محاولة للسيطرة على المطار الذي تمكن التنظيم قبل أيام من الآن من طرد قوات النظام من المطار الاستراتيجي واستعادة السيطرة عليه.