استمرت القوات النظامية السورية في قضم قرى ريف حلب الشرقي وضيّقت الخناق أكثر على بلدة دير حافر آخر المعاقل المهمة لتنظيم «داعش» في محافظة حلب، في وقت واصلت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات أميركية عملية «غضب الفرات» الهادفة إلى القضاء على آخر وجود ل «داعش» في محافظة الرقة المجاورة. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس، إلى «معارك عنيفة» تحصل في شكل متواصل بين القوات النظامية والمسلحين الموالين، من جهة، وتنظيم «داعش»، من جهة أخرى، قرب بلدة دير حافر، مؤكداً أن القوات النظامية، مدعمة ب «نخبة حزب الله اللبناني»، تمكنت بتغطية من المدفعية الروسية من تحقيق تقدم جديد و «السيطرة على قرية أم المرى وتلتها وقرية المبعوجة، لتتمكن من التقدم نحو بلدة دير حافر والوصول إلى مسافة أقل من كيلومتر واحد عن دير حافر من محورها الجنوبي، بعدما كانت تقدمت إلى مسافة نحو 2 كلم من المحور الغربي للبلدة قبل أيام». وكان «المرصد» أورد أول من أمس أن القوات النظامية بقيادة «مجموعات النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقّب ب «النمر»، أنهت الشهر الثاني من الهجوم المعاكس الذي تشنه في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي بالسيطرة على أكثر من 150 قرية وبلدة أبرزها الخفسة وعران وتادف ومحطة مياه الخفسة. وبعدما وصلت القوات النظامية في هجومها إلى أبواب دير حافر التي لا يزال «داعش» يسيطر عليها، وصلت من محور أقصى ريف حلب الشرقي إلى مطار الجراح العسكري الذي تمكن «داعش» من طرد القوات النظامية منه بعدما دخلت إليه في 9 آذار (مارس) الجاري وبدأت في تمشطيه، لكن التنظيم شن هجوماً مضاداً وطردها منه. ولفت «المرصد» إلى أنه رصد خلال ال72 ساعة الماضية قيام القوات النظامية «بنقل محور القتال الرئيسي إلى محيط دير حافر، بعد فشلها في تحقيق تقدم في محور مطار الجراح العسكري»، مشيراً إلى أنها بدعم من «حزب الله» سيطرت على 9 قرى هي حميمة كبيرة وحميمة صغيرة وحزازة وأم زليلة وتلة أيوب والقرين ورسم العبود وتل أحمر والعاصمية في ريفي دير حافر الغربي والجنوبي الغربي، موسعة بذلك نطاق سيطرتها في ريف دير حافر وفي محيط سبخة الجبول. في غضون ذلك، ذكر «المرصد» أن طائرات حربية شنّت غارات على بلدتي عندان وحريتان الواقعتين في الريف الشمالي لحلب، ما تسبب بأضرار مادية. وفي محافظة الرقة المجاورة، أشار «المرصد» إلى تجدد الاشتباكات العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» في محور قرية خس عجيل بالريف الشرقي، وذلك ضمن «المرحلة الثالثة» من عملية «غضب الفرات» التي يشارك فيها تحالف عربي - كردي مدعوم من الأميركيين بهدف «عزل» مدينة الرقة عن ريفها وطرد «داعش» منها. كما دارت اشتباكات عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في ريف محافظة الحسكة، حيث شن عناصر من التنظيم الأخير «هجوماً عنيفاً» على موقع ل «سورية الديموقراطية» في منطقة العلوة ترافق مع تفجير عربتين مفخختين. وفي درعا (جنوب)، أشار «المرصد» إلى سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض أطلقتهما القوات النظامية على درعا البلد بمدينة درعا، فيما قضى عنصران اثنان من الفصائل المقاتلة خلال اشتباكات مع «جيش خالد بن الوليد» المبايع ل «داعش» في ريف درعا الغربي.