انفجرت خلافات حادة بين قيادات «الحركة الشعبية- الشمال» التي تقاتل الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أدت إلى استقالة نائب رئيسها عبد العزيز الحلو وعزل أمينها العام ياسر عرمان، لكن رئيسها مالك عقار رفض الاعتراف بإقالة عرمان وقال إنه سيتعامل مع استقالة الحلو بما تستحقه. وعقد «مجلس تحرير جبال النوبة» في «الحركة الشعبية» وهو بمثابة برلمان الحركة، اجتماعاً في كادوا معقل المتمردين في منطقة جنوب كردفان، أقرّ في وثيقة ممهورة باسم رئيسه آدم كوكو كودي سحب الثقة من ياسر عرمان وحل الفريق المفاوض مع الحكومة وتشكيل وفد جديد، وسحب ملفات العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية من عرمان وحدد فترة شهرين لعقد مؤتمر استثنائي لإجازة «مانفستو وكتابة دستور جديد للحركة وانتخاب مجلس التحرير القومي». ورفض المجلس بالإجماع استقالة عبد العزيز الحلو من موقعه كنائب لرئيس «الحركة الشعبية». وكشف الحلو في استقالته عن خلافات حادة بين الضباط التنفيذيين الثلاثة في المجلس القيادي القومي للحركة الشعبية وهم رئيسها ونائبه وأمينها العام، تجاوزت المسائل الثانوية إلى المبادئ. وأكد الحلو عدم استطاعته العمل مع مالك عقار وياسر عرمان «لانعدام الصدقية لديهما، وتآكل عنصر الثقة». وأضاف في خطاب استقالته: «هناك أشياء غامضة ولا أفهم كل دوافعهما»، وحمل على عرمان واتهمه بتحديد مواقف الحركة خلال المفاوضات منفرداً وإقصاء آرائه في قضايا الحركة الجوهرية وطالب بعدم ابعاد خيار تقرير المصير لمنطقة جنوب كردفان. في المقابل، اعترف عقار باستقالة الحلو متهماً «دوائر مشبوهة» لم يسمها، باستغلالها. وزاد: «استقالة نائب رئيس الحركة صحيحة وسيتم التعامل معها بما تستحقه من تعامل لائق ومناقشة كل القضايا التي وردت فيها، داخل أطر الحركة الشعبية وقيادتها وعلى رأسها المجلس القيادي، بما في ذلك أكبر القضايا التي طرحتها حول مسألة «حق تقرير المصير لجبال النوبة». ورأى عقار في بيان أمس، أن أي تغيير في هياكل الحركة الشعبية السياسية أو العسكرية بما في ذلك وفدها التفاوضي ومواقفها السياسية الرافضة للحوار الداخلي والإملاءات الداخلية والخارجية يكون عبر مجلسها القيادي وليس «مجلس تحرير جبال النوبة» في رفض ضمني لإقالة عرمان. إلى ذلك، طالب المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لتعزيز حرية الأديان، جان فيجل، الحكومة السودانية بالعفو عن اثنين من القساوسة المحكومين في البلاد أسوة بالمواطن التشيخي بيتر جاسيك والذي تم العفو عنه من قبل السلطات السودانية في القضية ذاتها. وقال فيجل، الذي أنهى زيارةً للسودان استمرت أياماً، إن الهدف من الزيارة هو دعم التعاون والحوار بين الثقافات والأديان، وتعزيز حرية الأديان والتعايش السلمي بين الطوائف».