طموح كبير يقرؤه كل من ينظر لعينيها، تعشق الكتابة، وتهوى التقديم الإذاعي، وتملك مخزوناً ثقافياً كونته من قراءاتها للكتب المتنوعة، إنسانة بسيطة، بدأت مشوارها الإعلامي بإرادة قوية، ولا تزال طموحاتها تكبر كلما كبرت هي. «الحياة» استضافت الكاتبة والمذيعة بإذاعة جدة رندا الشيخ، وكان لنا معها هذا الحوار: كيف تعرفين الثقافة من وجهة نظرك؟ - الثقافة هي سلوك قبل أن تكون مجرد سعة في الإطلاع، فما الفائدة من العلم والكم الهائل من المعرفة الذي تختزنه عقولنا إن لم نترجمه لأفعال تعكس فكرنا ومبادئنا. متى تكتبين، وهل هناك طقوس تمارسينها للكتابة؟ - حين أشعر بأن فكرة ما استفزتني، لكن مشكلتي أني مزاجية في الكتابة، ففي بعض الأحيان أكون في قمة حماستي لتناول موضوع ما وكتابته في مقال أو ترجمته في خاطرة، لكني أجد نفسي عاجزة عن فعل ذلك، وأحياناً أخرى أكون في قمة انشغالي بأمر ما وتجبرني الرغبة في الكتابة لترك كل شيء والبحث عن قلم وورقة لأسطر جملة أو اثنتين قد تصبح لاحقاً مقدمة مقال، أو بداية قصة قصيرة. أما بالنسبة للطقوس، فأحب الكتابة في جو هادئ جداً، وأتضايق كثيراً إن تمت مقاطعتي لأني أفقد استرسال أفكاري، وقد لا أتمكن من العودة للكتابة بالحماسة نفسها من جديد لأيام عدة، خصوصاً حين أكتب القصة. متى تشعرين أنك مكبلة وغير قادرة على ترجمة مشاعركِ إلى كلمات؟ - حين أكون في قمة سعادتي. إلى ماذا تحتاج المرأة الأديبة برأيك كي تحقق خطوات متقدمة في مجال الكتابة؟ - هي بحاجة أولاً إلى أن تؤمن بقدراتها، ومن ثم أن تتسلح بالثقافة والإطلاع الدائمين، وألا تستسلم لليأس إن أخفقت ولو لمرات عدة، فهي ستنجح حتماً في النهاية، مادامت صادقت الإرادة. هل الكتابة بحاجة لوجود موهبة، أم أنها مهارة يمكن تعلمها؟ - يجب أن ندرك أن للكتابة أكثر من لون ومفهوم، فهناك مثلاً الكتابة الوظيفية والإبداعية، والكتابة الوظيفية ليست بحاجة للموهبة، وتعتبر مهارة يمكن تعلمها بالمراس والخبرة. لكن الأساس في تصنيف الإنتاج وتسميته إبداعاً هو وجود الموهبة، فالكتابة الإبداعية ليست مجرد رص للكلمات بشكل تسلسلي، إنما هي فنٌ ونظمٌ لتلك العبارات بشكل يجعل القارئ يستمتع بما يقرأ، ويحلق بخياله مع النص من دون أن يشعر بتكلف كاتبه، وإيصال الفكرة لعقل وقلب المتلقي بكل سلاسة. ما الوسيلة الأقوى للوصول للمتلقي، الصوت أم الكلمة المكتوبة؟ - أعتقد بأنهما متعادلتان، فلكل وسيلة قوتها وشريحتها من المتلقين، إضافة إلى شروط معينة يجب توافرها لتحقيق التأثير الإيجابي المطلوب، ابتداءً بكسب رضا المتلقي وحبه وثقته، وصولاً إلى قلبه من دون أي حواجز، الاختلاف يكمن في طبيعة ما يمكن تناوله في كل وسيلة إعلامية، فلكل منها ما يناسبها من المواضيع. ما جديدك في الأشهر القليلة المقبلة؟ - بالنسبة للإذاعة، وفي تجربة أولى لي ولزميلاتي، سأقوم بكتابة مسلسل رمضاني بعنوان «حين التقينا»، تشاركني في الكتابة والتمثيل كل من نهى الجديبي وروان عاشور ومريم العمري، ويبث كل سبت واثنين وأربعاء من كل أسبوع، ويخرجه المبدع محمد متعب الغامدي، وأتمنى أن يجد صدى طيباً لدى المستمع. أين أنتِ من المنتديات والمدونات، ألا تعتقدين أنها أداة فعالة في الانتشار ككاتبة والتواصل مع جمهورك؟ - فعلاً هي أداة قوية للانتشار، وقد كنت في السابق مهتمة بنشر كتاباتي من خلالها، لكن المشكلة في إمكان سرقة المحتوى ببساطة لتجديه بعد فترة باسم شخص آخر! لذا فأنا حالياً لا أدرج أي موضوع في منتدى أو مدونة قبل نشرها في مطبوعة لضمان ملكيتها، لكني سأبدأ في التفكير جدياً لإنشاء موقع خاص بي على «الإنترنت» بعد الانتهاء من نشر كتابي. كلمة أخيرة... - أشكرك وأشكر صحيفة «الحياة» على هذا اللقاء، التي نشرت لي أول مقال كتبته في صفحة قرائها، ولا زلت أحتفظ به منذ أكثر من ست سنوات، فهي المفضلة لدي، وأنا أرتشف كلماتها مع قهوة الصباح.