استأنفت القوات العراقية المشتركة هجومها على بلدات غرب الموصل، بعد أن توقفت لساعات بسبب موجة أمطار غزيرة، وأيضاً تعرضها لهجمات تنظيم «داعش» الانتحارية، لا سيما عند بلدة باب الطوب. وتزامن ذلك مع إعلان القوات العراقية «ضوابط» لسفر سكان الموصل إلى العاصمة بغداد، التي قال ضباط كبار إنها «ستمنع عناصر التنظيم من الهروب». وفي الساعات الأولى من صباح أمس، أحرزت القوات العراقية تقدماً في سعيها لعزل المدينة القديمة وقطع طريق رئيسي لمنع وصول الانتحاريين إلى مواقعهم. وأطلقت الطائرات العمودية صواريخ على المنطقة كما سُمع دوي قذائف الهاون قرب جامع النوري الذي ترتفع فوق منارته راية تنظيم «داعش». وقالت مصادر مطلعة إن «الشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع أحكمت سيطرتها على مسجد الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي في المدينة القديمة». وأضافت أن «القوات تسعى إلى عزل المدينة القديمة عن بقية المناطق، لتنطلق بعدها في هجماتها». وأوقفت القوات الحكومية الخميس هجومها على حي باب الطوب بالمدينة القديمة غرب الموصل بعد تعرضها إلى خسائر بسبب الأمطار وهجمات انتحارية. وقالت مصادر عسكرية إن الهجوم الذي بدأ قبل أسبوع على باب الطوب توقف بعد هجوم انتحاري مزدوج بجرافة ملغمة أوقع عشرة قتلى وعدداً من الجرحى تابعين للشرطة الاتحادية، ودمر 17 عربة عسكرية. وتفيد معلومات من داخل الموصل بأن تلك القوات باتت على مسافة نصف كيلومتر تقريباً من جامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي قيام ما اسماه «دولة الخلافة». وواجهت قوات الرد السريع وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم الذين تحصنوا في شوارع ضيقة لا تستطيع الآليات العسكرية السير فيها، وشنوا هجمات بعربات ملغمة. وبدأت القوات العراقية في 19 شباط (فبراير) هجوماً لاستعادة القسم الغربي من الموصل، وسيطرت على المطار ومعسكر الغزلاني جنوبالمدينة، وتقدمت بعد ذلك باتجاه وسط المدينة وغربها لتسيطر على أحياء عدة وعلى شارع حلب قرب المدينة القديمة. إلى ذلك، حددت قيادة القوات البرية الموعد والضوابط المتعلقة بحصول أهالي مدينة الموصل ممن يرغبون في السفر إلى العاصمة بغداد، على نموذج «سلامة الموقف». وقال قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق، في بيان صحافي، إنه «ستتم مباشرة العمل بنموذج (سلامة الموقف) بدل التصريح الأمني بعد إعداده وحصول موافقة قيادة العمليات المشتركة»، موضحاً أن «فتح أماكن الحصول على النموذج سيكون في مقر الوكالات الأمنية بناحية برطلة». وأضاف توفيق، وهو قائد المقر المسيطر على الجانب الأيسر لمحافظة نينوى، أن «على المواطن تقديم الأوراق الأصلية وتعبئة النموذج وتوضيح أسباب الخروج من الموصل، ونرجو عدم التعامل مع أي وسيط لأن الضباط والمنتسبين سيكونون في خدمة المواطن». وأوضح أن «العمل يبدأ في يوم الأحد (اليوم) وبحسب الإعداد لوقت الدوام وتسجيل الأسماء للقيام بالإجراءات المطلوبة وتسهيل الانسيابية»، داعياً المواطنين إلى «التعاون مع الجهات المكلفة لإعادة الحياة إلى المدينة ومواطنيها».