نعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى جماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات القائد الوطني الكبير عبدالله الحوراني (أبو منيف) الذي وافته المنية أمس في عمان إثر مرض عضال. وقالت اللجنة التنفيذية في بيان نعي: «كان الراحل الكبير من المدافعين المخلصين عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وساهم إلى جانب مؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة في صون الهوية الوطنية الفلسطينية وأبعادها الإنسانية بنشاطه الوطني والقومي الكبير». وأضافت: «برحيل هذا القائد الكبير تفقد الحركة الوطنية الفلسطينية علماً من أعلامها الذين أفنوا حياتهم دفاعاً عن الوطنية الفلسطينية ورمزها المتمثل في منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده». وكان الحوراني شغل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حتى عام 1996 عندما تم انتخاب لجنة تنفيذية جديدة أثناء انعقاد الدورة الحادية والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني للمرة الأولى والاخيرة في مدينة غزة بعد قيام السلطة الفلسطينية، وتم خلالها تعديل عدد من بنود الميثاق الوطني الفلسطيني المتعلقة بممارسة الكفاح المسلح وتدمير اسرائيل. وشغل الحوراني، المولود في قرية المسمية المدمرة عام 1934 حتى وفاته عضوية المجلسين الوطني والمركزي للمنظمة، ويرأس اللجنة السياسية في المجلس الوطني، كما أسس قبل أكثر من عشر سنوات المركز القومي للبحوث والدراسات في غزة. حلّت عائلته في مخيم خان يونس للاجئين بعد تهجيرها على يد العصابات الصهيونية عام 1948، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في قطاع غزة، وحصل على الإجازة الجامعية في الآداب. ويعتبر الحوراني من أهم المختصين في قضية اللاجئين الفلسطينيين والمدافعين عن حق العودة، والناشطين في تعبئة الشعب الفلسطيني وتنظيمه للدفاع عن هذا الحق، وعارض اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير مع اسرائيل عام 1993. وكان مهتماً بالقضايا القومية، فكرياً وسياسياً، وجل حياته في السنوات الاخيرة للعمل في مجال الكتابة والندوات والمحاضرات، والمؤتمرات القومية. وكان يسعى خلال السنوات الماضية الى طرح مبادرات للمصالحة الوطنية، وعمل على رأب الصدع بين حركتي «فتح» و «حماس».