يومان فقط وتنتهي فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، ما يعني أن اليومين المقبلين سيشهدان تدفقاً هائلاً في أعداد الزوار، خصوصا أنهما يتزامنان مع إجازة نهاية الأسبوع. ومهما قيل عن غلاء أسعار الكتب إلا أن الشراء يسير في وتيرة منتظمة، محققاً أرباحاً طالما انتظرها الناشرون، الذين قال بعضهم في حديث ل«الحياة»، إنهم في معرض الرياض لا يعرفون الخسائر، وأي مستوى للبيع حتى لو كان متدنياً يعتبر مكسباً جيداً لهم. إلى ذلك، قال إيهاب نابلسي، من جناح جملون ومقرها العاصمة الأردنية عمان، إن مشاركتهم في المعرض للترويج ل 10 ملايين كتاب مدرجة على موقعهم، إذ يعملون وسيطاً بين دور النشر والزبائن، مشيراً إلى أنهم يشاركون في أكثر من 20 معرضاً عربياً للهدف نفسه، ولديهم فريق من 70 موظف ينتشرون في عدد من الدول العربية. وبين أن «جملون» تسوّق نفسها عبر المواقع الشبكية، إلا أنها بوجودها في المعارض وبمقابلة الناس تستقطب شرائح جديدة، خصوصاً أنهم يوصلون الكتب إلى زبائنهم بأقل كلفة وفي أسرع وقت ممكن، ويتسلمون الثمن بعد تسلم الزبون الكتاب، سعياً منهم لتوفير المعرفة لجميع البشر في العالم. ولفت النابلسي إلى أن بعض دور النشر المشاركة، «تشكو من شح المبيعات، لأن الزوار كانت لديهم قيمة شرائية أفضل في المعارض السابقة. وغالبية الزوار تأتي لتتفرج وتمضي، أما جناحنا فيستقطب العديد من الزبائن عبر كوبون نصف مجاني في حال الشراء من الموقع الإلكتروني». في حين قال أحمد بحسون من جناح مؤسسة بحسون اللبنانية، إن لديه 350 عنواناً، مضيفاً أن نسبة المبيعات «مقبولة حتى الآن ولاسيما أن كتبنا تشمل كتباً جامعية وكتب أطفال ولغات». وأشار إلى أن أكثر الكتب المباعة في جناحه، هي كتب تعلم الإنكليزية بسهولة، ورسائل جبران خليل جبران مع ميخائيل نعيمة ومي زيادة وكتاب الشعلة الزرقاء. من جهته، قال مشرف المبيعات في ركن الجاسر الثقافي صلاح حسن بشير، إن مشاركتهم تهدف للتعريف بأنشطة مركز الراحل حمد الجاسر الثقافي، مشيراً إلى أن أكثر الكتب المباعة في جناحهم تشمل «سوانح الذكريات» و«معجم القبائل» و«جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد». وقال: «غالباً المبيعات في المعرض ترتفع في إجازات نهاية الأسبوع، إذ تحضر أعداد إضافية من الزوار»، مضيفاً أن المعرض «يؤكد أن القارئ ما زال يعشق الكتاب الورقي، على رغم أن الناس تفكر أن النت قضى على النسخ الورقية». بدوره، أوضح المشرف في جناح دار النشر التونسية ياسر مندي، أن تنظيم خريطة المكان همشت جناحه، «إذ إن ركن الأطفال، وهو من أنشط الأجنحة في المعرض، حجب عنه الزوار»، لافتاً إلى أن المبيعات «ضعيفة جداً على رغم إعلان تخفيضات جيدة.. لمست ركوداً في الحركة الشرائية لم أكن أتوقعه». زوار يصفون بائعي عربات الطعام ب«الجشعين» في الوقت الذي يتذمر فيه أصحاب عربات بيع الطعام المتنقلة «فوود ترك» من الأسعار المبالغ فيها مقابل تخصيص مساحة لهم على أرض معرض الكتاب كي يزاولوا نشاطهم، هاجم بعض نشطاء التواصل الاجتماعي أصحاب العربات ووصفوهم بالجشعين، كونهم يرفعون أسعار وجبات الطعام والمشروبات، فيما أكد المشرف العام على المعرض عبدالرحمن العاصم أن لا علاقة لإدارة المعرض بأسعار عربات الطعام، مشيراً إلى أن ذلك يعود لمتعهد الشركة الخاصة بهم. وقال العاصم ل«الحياة»، إن نشاط عربات الطعام لم يفعل في هذه الدورة، نظراً للتنظيمات الخاصة بهم، والتراخيص التي تتعلق بالسلامة من جهة الدفاع المدني، مضيفاً أن شروط مزاولة نشاط عربات الطعام المتنقلة «لم تنطبق جميعها على أحد منهم حتى تتاح لهم المشاركة». ولفت إلى أن الأسعار «التي أشيع أنها مبالغ فيها، تقع مسؤوليتها على متعهد الشركة الخاصة بهم»، موضحاً أن إدارة المعرض «لا علاقة لها بالأمر». وذكر أن إدارة المعرض «كانت لديها الرغبة في مشاركة تلك العربات، بهدف إضافة أجواء من المتعة للعائلة السعودية، لكن من شروط إدارة المعرض أن تكون لديهم قائمة طعام «مينيو» معرض الرياض الدولي للكتاب، وبأسعار أقل مما اعتادوا على تسويق منتجاتهم بها، ولعل في العام المقبل تتوافر تلك الشروط، وتكون لديهم تصاريح نظامية أكثر، ويتاح لهم المجال لمزاولة النشاط». وقال ريان، وهو أحد مالكي عربات الطعام المتنقلة: «لم نجد في هذه الدورة دعماً أو تشجيعاً»، مشيراً إلى أنهم «طالبونا خلال أيام المعرض ال10 بمبلغ 30 ألف ريال»، واصفاً ذلك ب«الاستغلال». وأفاد في حديث ل«الحياة» بأن مبيعاته اليومية تقدر ب1000 ريال فقط «فكيف لنا أن نسدد قيمة إيجار المكان الذي حددوه ب3000 آلاف في اليوم؟»، كاشفاً أن الأمر وقع عليه وعلى زملائه في المهنة ب«الصدمة غير المتوقعة». أما عن شكوى مسؤول العلاقات العامة والإعلام في جمعية الإعاقة الحركية ماجد السريع، من إلغاء مكاتبهم التي كانت مخصصة لهم في المعرض، إذ أفاد أنهم يقدمون خدمة الكراسي المتحركة للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تفعل على أرض الواقع، أشار العاصم إلى أن الخطة كانت تخصيص مكتبين لذوي الإعاقة، وقال: «بسبب غياب التنسيق مع الجهات الأخرى حددنا هذين المكتبين اللذين هما أساساً للجهات الأمنية لهما»، مشيراً إلى أن الموضوع تم حله بشكل أفضل من السابق، «وأتحنا لهم ركناً على الممر الرئيس ومساحة VIP وهي ورشة متنقلة لذوي الإعاقة الحركية، وليس هذا تفضلاً، ولكنه حق من حقوق فئة من فئات المجتمع». وذكر العاصم أنهم نسقوا مع مهندس الموقع لإنشاء ثلاثة مكاتب إضافية «وسيوفر لهم مكان خاص، فيما نسعى إلى حل مسألة المتطوعات اللاتي يعملن معهم بإيجاد مكان خاص لهن»، موضحاً أن جميع الأعمال «تتعرض إلى بعض الأخطاء أو الازدواجية، وهذا الأمر طبيعي، مادام الإنسان يبادر إلى وضع الحلول السريعة والمناسبة في وقتها».