وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس إلى بكين وسط استقبال صيني رسمي وشعبي كبير في بداية زيارة رسمية ضمن جولته الآسيوية التي انطلقت في 26 شباط (فبراير) الماضي. وينتظر أن يلتقي خادم الحرمين خلال الزيارة التي تستمر يومين، الرئيس الصيني شي جينبينغ، وعدداً من مسؤولي الحكومة الصينية، ومن المقرر عقد جلسة محادثات ولقاءات جانبية تستعرض العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. (للمزيد) وكان خادم الحرمين غادر طوكيو أمس، بعد زيارة رسمية، أكد أنها عززت «أواصر التعاون المشترك بين البلدين»، موضحاً في برقية إلى إمبراطور اليابان أكيهيتو لدى مغادرته «أنها دفعت مسار العلاقات نحو ما يلبي تطلعات الشعبين». وشدد الملك سلمان، في برقية شكر وتقدير بعثها إلى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، على أن المحادثات «التي جرت أثناء الزيارة أسهمت في تعزيز وتطوير علاقاتنا الثنائية في المجالات كافة». إلى ذلك، وصف سفير الصين لدى المملكة لي هواشين علاقات المملكة العربية السعودية بالصين ب «التاريخية والمتطورة في العصر الحديث». وأشار إلى أن الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى بلاده، هي الثالثة، «فالأولى عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، والثانية عندما كان ولياً للعهد في 2014، والتقى خلالها كبار المسؤولين الصينيين، ويزورها الآن للمرة الثالثة». ولفت إلى أن هناك توافقاً كبيراً بين السعودية والصين في الرؤية للقضايا الإقليمية والدولية، «والبلدان لديهما مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما أن لدى البلدين لجنة مشتركة تعنى بالتعاون السياسي والديبلوماسي، ويتم التنسيق في شكل دائم بين البلدين في الأمور التي تهمهما». ووصف الزيارة ب «المهمة جداً»، آملاً بأن تحقق الكثير من التقدم الإيجابي في العلاقات المتنامية بين البلدين، «كما ستعطي دفعة قوية جداً للعلاقات الممتازة بينهما». وتوقع هواشين أن ينتج من الزيارة توقيع عدد من الاتفاقات النوعية التي تخدم البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والإنسانية والثقافية ومكافحة الإرهاب. وقال أن الرئيس الصيني طرح قبل ثلاثة أعوام «مبادرة الحزام والطريق»، التي استلهم فكرتها من فكرة طريق الحرير القديم، مبيناً أن المبادرة حظيت بتجاوب أكثر من مئة دولة ومنظمة دولية، «ووقّعت حتى الآن أكثر من 40 دولة ومنظمة اتفاق تعاون بخصوص هذه المبادرة، ومنها المملكة العربية السعودية، وهو ما ينسجم مع رؤية المملكة 2030».