أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس أن القوه العربية المشتركة التي أقرت قمة شرم الشيخ تأسيسها من حيث المبدأ، «ليست موجهة ضد أحد، وإنما للمساهمة في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأمة العربية». وكان السيسي عقد اجتماعاً في قصر الاتحادية الرئاسي أمس مع زعيم الغالبية في البرلمان الألماني فولكر كاودر، حضره وزير الخارجية سامح شكري، وتطرق إلى اعتماد القمة العربية التي اختتمت أمس الأول تأسيس قوة مشتركة. وقال بيان رئاسي مصري أن كاودر «أشاد بتلك الخطوة التي رأى أنها ستساهم في شكل فعال وجاد في التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة»، فيما أكد السيسي أن هذه القوة «ليست موجهة ضد أحد، والهدف من إنشائها هو المساهمة في تحقيق الاستقرار المنشود والحفاظ على وحدة الأمة العربية وصون مقدراتها، إلى جانب تحقيق آمال وطموحات شعوبها، لا سيما أن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الاضطراب والاستقطاب». وأشار البيان إلى أن الاجتماع بحث في «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد الرئيس الرغبة الحقيقية في تطوير وتعميق علاقات مصر مع ألمانيا»، فيما أشار كاودر إلى أن بلاده «تولي تطوير علاقاتها مع مصر ودورها المحوري في منطقة الشرق الأوسط اهتماماً خاصاً، معرباً عن دعم ألمانيا مسيرة الإصلاح التي تنتهجها مصر، واستعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لها في هذا الصدد، خصوصاً في مجالي دفع عملية التنمية والحرب ضد الإرهاب». وناقش الاجتماع «عدداً من المواضيع الإقليمية، لا سيما الأوضاع في ليبيا وسورية واليمن، وما تمخضت عنه القمة العربية في شرم الشيخ». وتطرق النقاش إلى «ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحتها، واتفقت الرؤى على ضرورة التصدي المشترك لهذه الظاهرة وقيام المجتمع الدولي باتخاذ خطوات قوية وفعالة ضد التنظيمات المتطرفة والإرهابية أين ما وجُدت ومن دون انتقائية»، وفق البيان. ونبه السيسي إلى أن «هناك إدراكاً خاطئاً ومفاهيم مغلوطة ينبغي تصويبها»، مشيراً إلى «الدور الذي تلعبه مصر لمعالجة جذور التطرف وتجديد الخطاب الديني». من جهة أخرى، عبر مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأميركتين محمد فريد منيب عن «عدم الارتياح إزاء تباطؤ الجانب الأميركي في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب»، منبهاً خلال لقاء أمس مع وفد من مساعدي أعضاء في الكونغرس الأميركي، إلى «العلاقة الوثيقة التي تجمع بين التنظيمات الإرهابية المختلفة في المنطقة واعتناقها الفكر والأيديولوجيا المتطرفة نفسها وتعاونها على المستوى العملياتي، ما يفرض على المجتمع الدولي التعامل مع هذه التنظيمات على قدم المساواة من الأهمية والخطورة من دون التركيز على تنظيم بعينه، وإغفال بقية التنظيمات الإرهابية». وحذر من أن «عدم تقديم هذا الدعم لمصر سيبعث بإشارات سلبية تصب في مصلحة دعم الإرهاب بما يضر بأمن المنطقة واستقرارها». وأوضح بيان للخارجية المصرية أن مساعد الوزير «أكد حرص مصر على تعزيز العلاقات الاستراتيجية لكلا البلدين»، مشدداً على أن بلاده «ستمضي قدماً في حربها ضد الإرهاب سواءً على الصعيد الداخلي أو في محيطها الإقليمي. ودعم مصر في هذه الحرب من شأنه أن يساهم في القضاء على هذه الظاهرة البغيضة من المنطقة بأسرها والحيلولة دون امتدادها إلى مناطق أخرى من العالم». وفي إثيوبيا، التقى رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب على هامش قيادته وفد بلاده إلى قمة «كوميسا» التي تعقد في أديس أبابا، نائب رئيس وزراء ليبيا عبدالرحمن الأحيرش. وأكد محلب أن «دعم مصر مستمر للحكومة الشرعية الليبية»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، ووقوف مصر إلى جانب ليبيا على المستويات كافة، من أجل عودة الأمن والاستقرار إليها، ما يفتح الطريق أمام مجالات التعاون الثنائي في القطاعات الاقتصادية والتجارية والتنموية المختلفة». ورحب محلب بطلب الوفد الليبي عقد اجتماع مع رجال أعمال ومستثمرين مصريين في القاهرة، للبحث في فرص مشاركة الشركات المصرية في برامج إعادة إعمار ليبيا، والخطط التنموية عموماً. وأكد الأحيرش، وفق بيان مصري، أن «من يقف إلى جانب ليبيا في الظروف الحالية، سيكون له دور مقدر في المرحلة المقبلة عقب الاستقرار».