اختتمت محادثات السلام السورية في كازاخستان اليوم (الأربعاء) من دون حدوث مفاوضات جوهرية بعد مقاطعة وفد المعارضة للاجتماع الذي عقد بالتزامن مع وقوع تفجيرين انتحاريين في دمشق في مستهل العام السابع للصراع الدائر في سورية. وكانت المحصلة الملموسة الوحيدة للجولة الثالثة من المفاوضات في آستانة هي اتفاق روسياوتركيا وإيران، الدول الراعية للمحادثات، على الاجتماع مجدداً في أوائل أيار (مايو)، وفقاً لبيان مشترك. ورفضت المعارضة السورية المشاركة في المحادثات هذا الأسبوع واتهمت روسيا بالتقاعس عن دعم وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم في كانون الأول (ديسمبر). وقالت وزارة خارجية كازاخستان إن من المتوقع أن يصل وفد المعارضة السورية إلى آستانة اليوم. وأكد مسؤول من المعارضة أن «وفداً فنياً» في طريقه إلى كازاخستان لكنه ليس فريق تفاوض. وقال رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف للصحافيين إن المشاركين في الاجتماع ناقشوا مقترحاً لتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسورية. لكن رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري سارع إلى نفي ذلك. وقال إنه لم تتم مناقشته على الإطلاق. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، والذي يتوسط في محادثات موازية في جنيف اليوم، إنه يجب تسريع وتيرة المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب. وأضاف قائلاً إن الحرب في سورية «أصبحت واحدة من أكثر الحروب وحشية في السنوات الأخيرة». وتأتي محادثات كازاخستان في وقت تسعى كل من تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد للنأي بنفسيهما عن الصراع. ودفع ذلك الهدف البلدين للتحالف على رغم استمرارهما في تبادل الانتقادات اللاذعة. واتهم الجعفري تركيا بعرقلة محادثات آستانة. واتفقت روسياوتركيا وإيران على عقد جولة المحادثات المقبلة يومي الثالث والرابع من أيار (مايو). ويحقق الأسد بعد مرور ست سنوات على بداية الانتفاضة عليه مكاسب في المعارك لكن الحرب الأهلية السورية لا تزال بعيدة كل البعد من النهاية في ظل تفتت بلاده إلى مناطق يسيطر عليها معارضون ومتشددون. وقال ديبلوماسي من كازاخستان إن روسيا هي الطرف الوحيد الذي عقد اجتماعات مباشرة مع وفدي الحكومة والمعارضة خلال محادثات آستانة. وقال نائب وزير خارجية كازاخستان عقيل بك كمالدينوف في بيان ختامي إن «الأمر المهم هو أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال قائماً وأن اجتماعات جنيف تجري من دون مواقف عدائية سافرة أو عرقلة للمحادثات».