حظيت السعودية ب «نقطة تحول تاريخية» في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة بعدما رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، وفق ما ذكرت «بلومبرغ» في تقرير عن زيارة ولي ولي العهد إلى أميركا اليوم (الأربعاء). وقال مستشار لولي ولي العهد في بيان له بعد اجتماع أمس (الثلثاء): «لقد مرت العلاقات بفترة من تباعد النظر في العديد من الملفات، إلا أن اللقاء اليوم أعاد الامور إلى مسارها الصحيح وشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كل المجالات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية». وبحسب «بلومبرغ» فإن هذا الثناء على «تفهم» ترامب «الكبير» للعلاقات السعودية الأميركية، يعكس حرص الدول العربية على تجديد التحالف بعد توترات شهدتها العلاقة في عهد الرئيس السابق (باراك) أوباما، الذي صاغ الاتفاق النووي مع إيران في العام 2015. وذكر سايمون هندرسون – زميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد – أن الإدارة الجديدة تنظر إلى السعودية «كجزءٍ جوهري من الشرق الأوسط، ودولة مهمة لتحظى بعلاقةٍ إيجابيةٍ معها، حتى وإن شهدت هذه العلاقة بعض التوترات، خلافاً لنظرة إدارة أوباما، لذا يرغبون بجعل ذلك تمييزاً واضحاً». ضيفُ غداء وحظيَ ولي ولي العهد بغداءٍ مع ترامب ومساعديه في البيت الأبيض أمس. ووفقاً لهندرسون، فإن «هذا اجتماع على مستوى أرفع مما خُطط له في بادئ الأمر والذي كان فرصة لالتقاط الصور». وتأتي زيارة ولي ولي العهد بعد زيارته واشنطن في حزيران (يونيو) الماضي، بعد إزاحة الستار عن رؤية 2030، التي تهدف لعصرنة أكبر دولة مصدرة للنفط وتحويل اقتصادها إلى اقتصادٍ لا يعتمد على النفط. كما أن شركة «أرامكو السعودية» تخطط لما يمكن أن يكون أكبر طرحٍ عامٍ أوليٍّ في العالم ومن المتوقع أن يباع ما مقداره 100 بليون دولار من الأسهم. وقدم البيان نقطة حوار يُرجح أن ترحب إدارة ترامب بها، إذ قال إن المملكة لا تعتقد أن قيود السفر التي فرضها رئيس الولاياتالمتحدة على ستة دول «تستهدف الدول الإسلامية أو الدين الإسلامي»، بل أنها تهدف إلى منع الإرهابيين من الدخول إلى الولاياتالمتحدة. وقال السعوديون أيضاً إن ترامب وولي ولي العهد «تشاطرا نفس وجهات النظر حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة». ووفقًا لكريستين سميث ديوان – باحث مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن – فإن السعودية ودول الخليج الأخرى كان لديها «تحسب إيجابي» تجاه إدارة ترامب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بما يعتبرونه «نفوذاً إيرانياً في المنطقة». وفي شباط (فبراير)، قالت إدارة ترامب إنها وضعت إيران تحت «المراقبة» وذلك بعد أن قامت بتجربة صاروخية قبل أيام من ذلك الحين. وفي إشارة أخرى على التواصل مع الحلفاء في الخليج، اجتمع وزير الخارجية ريكس تيلرسون مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في وزارة الخارجية. وعلى الوجه العموم، اعتبرت دول الخليج أوباما «رجلاً متحفظاً». وكذلك عارضت السياسة الديبلوماسية لإدارته التي أدت إلى رفع عدد من العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية. وقال كريستين سميث ديوان أثناء كلمة ألقاها في واشنطن: «تُعد زيارة الأمير محمد مؤشراً على محاولة دول الخليج المبكرة لبناء علاقات وثيقة يعتقدون أنها ستساعدهم كثيراً».