انتقد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، ما يسمى «الإسلام السياسي»، مؤكداً انه «لا يمت إلى الدين في شيء وليس له أسس ولا مبادئ ولا أخلاق»، واتهمه ب«تشويه صورة المسلمين وظلم الإسلام». وأكد الفيصل، أن المملكة حققت ما لم تحققه دولة أخرى من قبل، لافتاً إلى أنها تفرّدت بسمات لم تتوافر في غيرها من الدول. وقال: «إن المملكة حققت ما لم تحققه دولة أو شعب غيرها، وأول تلك الشواهد أن الدولة والمجتمع أسسا دولة سعودية أولى وزالت ودولة ثانية زالت، وثالثة وما تزال». وأضاف خلال حوار مفتوح أمس (الثلثاء)، مع طلبة وأكاديميين ومثقفين في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، «السابقة التاريخية الثانية، أنها الدولة التي قامت بأول وحدة ناجحة في القرن ال20 في الوطن العربي»، مستدركاً: «صحيح أن هناك الكثير ممن تحدث عن الوحدة وصفق لها، لكن من حقق الوحدة فعلاً هي المملكة». واستطرد «السابقة الثالثة التي انفردت بها هي: أنها الأولى التي قامت على التوحيد، ودستورها القرآن والسنة، ورايتها كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله والإسلام شريعتها». وتابع «أن النقطة الرابعة التي لم يتطرق إليها أحد من قبل أنها أول دولة عربية تُعلن وتؤكد عروبتها في اسمها، فسمّت نفسها المملكة العربية السعودية». وأشار إلى أنها «الدولة الوحيدة في الوطن العربي الذي اتفق عليها وضدها الشرق والغرب بأنظمتها الرأسمالية والدينية واللا دينية، والشيوعية والالحادية، اتفقت جميعاً على مهاجمتها لتتخلى عن هذا المسار، ولكنها رفضت وصمدت ونجحت، وهذا ما جعلني أقول وبكل فخر واعتزاز أرفع رأسك أنت سعودي». ولفت الفيصل إلى أن المجتمع السعودي تعرض إلى «شتى سبل التغلغل والتأثير بواسطة أحدث آليات التأثير الثقافي والفكري من شتى أنحاء العالم، ومن كل المنظمات، والمؤسسات»، مضيفاً: «ساء البعض نهضة المملكة على مبدأ الإسلام، وسائهم أكثر أنها نجحت في هذا المسار وأثبتت للعالم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان». وتابع أمير مكةالمكرمة «شاركت الإمارة بمبادرات ثقافية وفكرية مثل ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة الإحباط، واحترام النظام، ومنهج الاعتدال السعودي، وهو الركيزة التي انطلق منها مشروع وشعار هذا العام: كيف نكون قدوة». وفي إجابة لأمير مكةالمكرمة على تعريف الاعتدال، أكد أن المقصود به الاعتدال الذي بدأت به المملكة منذ نشأتها حتى اليوم، وقيامها على التوحيد، والإسلام دستوراً ومنهجاً وشرعاً، وأشار إلى أن مواجهة الفكر المتطرف «لا تتأتى إلا بتحصين الشباب من التطرف بكل أشكاله فالإرهاب اليميني واليساري يجتاح العالم ولا بد من الوقوف في وجهه فالأول يدعو للتطرف والثاني يدعو للانحلال والتحلل». وأكد أهمية الدور الذي يقع على عاتق الشباب لتعزيز مفهوم الاعتدال وأن يتمثّل الجميع بشعار العام الذي أطلقته الإمارة «كيف نكون قدوة؟»، لافتاً إلى أهمية نقل الاعتدال من المحلية إلى العالمية. وعن أهم هدف استراتيجي لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، قال: «إن أهم هدف أن نكون قدوة للعالم ولغيرنا لأن الله أنعم على هذه البلاد بالإسلام ثم الأمن والاستقرار، وبقيادة تطبق شرع الله في كل مناحي الحياة». وعن المنهج الذي سيتبعه المركز لتأصيل منهج الاعتدال في ظل الثورة المعلوماتية حول العالم، قال أمير مكةالمكرمة: «نعيش في زمن متسارع في متغيراته فما كان يستغرق عشرات السنين ليحدث أصبح يحدث سريعاً، والبحوث والدراسات أصبحت تصدر منتجات عالمية واختراعات مذهلة، لذا يجب أن نحث الخطى لنلحق بالركب والتقدم». وفي إجابة عن طرق تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في منهج الاعتدال رد بالقول: «هم يعيشون الحياة ونحن نعيش العالم الافتراضي»، لافتاً إلى أهمية تغيير الصورة النمطية التي الصقت في المجتمع عن التطرف، منوهاً إلى أنهم «قلة فيما المعتدلين كُثر، لكن تلك القلة أثرت على المجتمع، ويجب أن نواجه التطرف الديني واللا ديني اللذان يشجعان بعضهما على الوجود، بأن نخرج عن حال الصمت التي نعيشها، ويجب ألا نصمت». ..ويؤكد: سنطرق كل الأبواب لنشر الاعتدال في المجتمع رداً على مداخلة عن دور المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم الاعتدال والانتماء الوطني لدى المجتمع، قّدم الأمير خالد الفيصل شكره لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، مؤكداً أنه «يستحق التكريم من الداخل والخارج لجهوده في مكافحة الإرهاب والتطرف»، مثمناً الدور الكبير لجميع رجال الأمن في المملكة. وشدد الفيصل على أن دور المجتمع في التصدي للإرهاب مهم. وقال: «لن يأتي ذلك إلا بالتحلي بالأخلاق الإسلامية». وأبدى استعداد مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال مع كافة المراكز الأخرى في المملكة للإسهام لما فيه خير وخدمة مجتمع المملكة، مؤكدا أن المركز سيسخر كل وسيلة حديثة لنشر مفهوم الاعتدال، وسيطرق كل الأبواب لنشر مشروع وثقافة الاعتدال في المجتمع.