انتقد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، ما يسمى «الإسلام السياسي»، مؤكداً انه «لا يمت إلى الدين في شيء وليس له أسس ولا مبادئ ولا أخلاق»، واتهمه ب«تشويه صورة المسلمين وظلم الإسلام». وأضاف الفيصل خلال حوار مفتوح اليوم (الثلثاء)، مع طلبة وأكاديميين ومثقفين في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أن المجتمع السعودي تعرض إلى «شتى سبل التغلغل والتأثير بواسطة أحدث آليات التأثير الثقافي والفكري من شتى أنحاء العالم، ومن كل المنظمات، والمؤسسات»، مضيفاً: «ساء البعض نهضة المملكة على مبدأ الإسلام، وسائهم أكثر أنها نجحت في هذا المسار واثبتت للعالم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان». وتابع أمير مكةالمكرمة «شاركت الإمارة بمبادرات ثقافية وفكرية مثل ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة الاحباط، واحترام النظام، ومنهج الاعتدال السعودي، وهو الركيزة التي انطلق منها مشروع وشعار هذا العام: كيف نكون قدوة». وفي إجابة للفيصل على تعريف الاعتدال، أكد أن المقصود به الاعتدال الذي بدأت به المملكة منذ نشأتها حتى اليوم، وقيامها على التوحيد، والإسلام دستوراً ومنهجاً وشرعاً، وأشار إلى أن مواجهة الفكر المتطرف «لا تتأتى إلا بتحصين الشباب من التطرف بكل أشكاله فالإرهاب اليميني واليساري يجتاح العالم ولا بد من الوقوف في وجهه فالأول يدعو للتطرف والثاني يدعو للانحلال والتحلل». وعن أهم هدف استراتيجي لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، قال: «إن أهم هدف أن نكون قدوة للعالم ولغيرنا لأن الله أنعم على هذه البلاد بالإسلام ثم الأمن والاستقرار، وبقيادة تطبق شرع الله في كل مناحي الحياة». وفي إجابة عن طرق تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في منهج الاعتدال رد بالقول: «هم يعيشون الحياة ونحن نعيش العالم الافتراضي»، لافتاً إلى أهمية تغيير الصورة النمطية التي الصقت في المجتمع عن التطرف، منوهاً إلى أنهم «قلة فيما المعتدلين كُثر، لكن تلك القلة أثرت على المجتمع، ويجب أن نواجه التطرف الديني واللاديني اللذان يشجعان بعضهما على الوجود، بأن نخرج عن حال الصمت التي نعيشها، ويجب ألا نصمت». ورداً على مداخلة عن دور المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم الاعتدال والانتماء الوطني لدى المجتمع، قّدم الأمير خالد الفيصل شكره لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، مؤكداً أنه «يستحق التكريم من الداخل والخارج لجهوده في مكافحة الإرهاب والتطرف»، مثمناً الدور الكبير لجميع رجال الأمن في المملكة. وشدد الفيصل على أن دور المجتمع في التصدي للإرهاب مهم. وقال: «لن يأتي ذلك إلا بالتحلي بالأخلاق الإسلامية». وأبدى استعداد مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال مع كافة المراكز الأخرى في المملكة، مؤكدا أن المركز سيسخر كل وسيلة حديثة لنشر مفهوم الاعتدال، وسيطرق كل الأبواب لنشر مشروع وثقافة الاعتدال في المجتمع.