تسعى جمعية سعودية خيرية إلى إقناع تسعة ملايين مدخن بالتوقف إضافة إلى حوالى 200 ألف مدمن بالابتعاد عن المخدرات، عبر أنشطة متواصلة تقام في المهرجانات السياحية، والمدارس، والمستشفيات، والمطارات، والإدارات الحكومية والمشاعر المقدسة، وحتى السجون. ولا يقتصر نشاط جمعية التوعية بأضرار التدخين والمخدرات (كفى) على سكان المملكة، من سعوديين ومقيمين، بل يمتد إلى الحجاج والمعتمرين، الذين تستهدفهم بأنشطتها التوعوية. وأنشئت الجمعية قبل حوالى 25 عاماً، بلجنة مصغرة في مجمع الأمير منصور في حي النزلة الشرقية، وكانت تسمى حينها «اللجنة الخيرية لتوعية الشباب وحمايتهم من أضرار التدخين» بالتعاون مع جمعية مكافحة التدخين في الرياض. وفي العام 1425ه أبصرت «كفى» النور في منطقة مكةالمكرمة. وتسعى في رؤيتها ورسالتها إلى مكافحة التدخين والمخدرات ووقاية وتوعية المجتمع من أضرارهما ومساعدة الراغبين في العلاج أو التأهيل، والتعاون مع الجهات المختلفة لتحقيق ذلك، والقيام بدور حيوي في ترسيخ كره التدخين والمخدرات عند الناشئة وتفعيل دور المجتمع في الوقاية منهما. وتركز الجمعية على توعية الشباب من خطر آفتي التدخين والمخدرات، من خلال الحملات الإعلامية والتوعوية المؤثرة، إضافة إلى التحالف والتعاون وتبادل الخبرات مع الجهات المختلفة، وتوفير العلاج والتأهيل للراغبين في ذلك. وتحيي الجمعية سنوياً «اليوم العالمي للامتناع عن التدخين»، وذلك بإقامة فعاليات وبرامج في مكةالمكرمةوجدة، والمنطقة الشرقية، والغربية والجنوبية، إضافة إلى تنفيذ الملتقيات التوعوية لتوعية المجتمع وتثقيفه بأضرار التدخين والمخدرات، وتنمية وعيه تجاه هاتين الآفتين الخطرتين. وكان نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية عبدالعزيز السيف، أوضح في وقت سابق، أن السعودية تحتل المرتبة ال29 عالمياً في أعداد المدخنين البالغ عددهم حوالى تسعة ملايين مدخن، ويحتل طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية 27 في المئة من المدخنين بحسب الدراسات والإحصاءات الخاصة في وزارة الصحة. في الوقت نفسه، أفصح مسؤول في فرع «كفى» في محافظة الطائف أن الجمعية استقبلت خلال العام 2014، حوالى 32 طفلاً ممن أدمنوا تعاطي المخدرات والتدخين، منهم 20 تراوح أعمارهم بين سبعة و14 عاماً راجعوا الجمعية بهدف التخلص من التبغ بشكل نهائي، إضافة إلى مراجعة حوالى 12 طفلاً آخرين خلال الفترة نفسها، ممن أدمنوا تعاطي «الهيروين». وأشارت الجمعية إلى أن الزيارت التي تنفذها بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم في الطائف كشفت أن نسبة التدخين في المدارس وصلت إلى 80 في المئة، خصوصاً بين طلاب الثانوية، بينما تنخفض النسبة بين طلاب المتوسطة والابتدائية. وتُعنى «كفى» بنزلاء السجون في مختلف محافظاتمكةالمكرمة، وتُشملهم في حملاتها التوعوية، من طريق المحاضرات التوعوية التي أثمرت مئات المتخلصين من آفة التدخين. وكانت «كفى» شاركت في «المعرض التثقيفي لأسبوع النزيل الخليجي 2016» أخيراً، والذي نفذته إدارة سجون جدة بشعار «معاً لتحقيق الإصلاح» في احد المجمعات التجارية. وتضمنت مشاركة الجمعية عروضاً مرئية وتوزيع بروشورات توعوية إلى جانب عرض أعضاء مسرطنة لأشخاص فارقوا الحياة. واستفاد أكثر من 400 نزيل في سجون منطقة الليث، من البرنامج التثقيفي التي أقامته الجمعية أخيراً. وإضافةً إلى الطلاب والسجون تلتفت «كفى» إلى الاهتمام بصحة الحج والمعتمر في الأراضي المقدسة، إذ تقوم بحملات مختلفة على مدار الموسم، وأطلقت الجمعية في موسم الحج الماضي حملة توعية تحت شعار «الحج فرصتك للتغيير»، وذلك من خلال إقامة البرامج التوعوية والعلاجية للحجاج وزوار مكةالمكرمة، وسعياً إلى أن تكون المدينة خالية من التدخين «تعظيماً لقيمة البلد الدينية والمحافظة على الأجواء الإيمانية والروحانية». وأفاد مدير جمعية كفى في مكةالمكرمة إبراهيم الحمدان وكالة الأنباء السعودية (واس) أن «الجمعية تستهدف أكثر من نصف مليون شخص من حجاج وزائرين وعاملين من عسكريين ومدنيين ومقيمين من خلال برامج تثقيفية ومعارض وعيادات متنقلة تبين خطر التدخين والمخدرات». وأشار إلى أن «كفى» تقيم بمختلف فروعها في منطقة مكةالمكرمة سنوياً من برامج وفعاليات لحجاج بيت الله الحرام لتوعيتهم بأضرار التدخين والمخدرات، فيما تسير رحلات حج مجانية للمتعافين من الإدمان في عياداتها.