حقق «أيام التصميم دبي» في دورته السادسة التي افتتحت أمس نجاحات ملحوظة، يبقى أهمها حجم المشاركة المحلية. ويدرك المتابع لهذه الفعالية الفنية التي انطلقت عام 2012، أن المشاركة المحلية آنذاك اقتصرت على عارض واحد، في حين وصلت في الدورة الجديدة إلى 20 عارضاً، إضافة إلى مشاركة عربية لافتة. وانتقل المعرض إلى مقره الجديد في حي دبي للتصميم (d3)، ما يشكل فرصة لإعادة النظر في تنسيقه ومخططه العام، مستفيداً من مجموعة متنوعة من الفضاءات المجتمعية التي يوفّرها حي دبي للتصميم، ك «الترّاس» ومحطة البث الإذاعي المجاورة لإجراء المقابلات الحية وتغطية فعاليات المعرض مباشرةً من موقع الحدث، وكذلك متجر لبيع الكتب مع مقهى يضم مجموعة من الكتب المتخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم من المنطقة. ويسجّل المعرض رقماً قياسياً في عدد العارضين الإقليميين والعالميين (50) المشاركين في دورة السنة، مرسخاً بذلك مكانته كمنصة ووجهة أساسية في مشهد التصميم الذي يعرف تطوّراً متسارعاً في منطقة الشرق الأوسط. ويشكّل المعرض منصّة مثالية لإطلاق المصممين الناشئين. وتضم قائمة العارضين الجدد من دبي كلاً من: آية البيطار، «آيكا ديزاين»، «كاربتس سي سي» من سيسيليا سيتيردال، جعفر دجاني، «استوديو إم سي إم أل»، مايكل رايس، ونادر جمّاس. وتقدّم «نقّاش غاليري»، صالة العرض التي واظبت على المشاركة في المعرض منذ دورته الأولى، تصاميم لوجيه نقّاش وابنه عمر وتتضمن خزانة كتب دائرية الشكل ذات إطار معدني بعنوان «لونا». ويوازن التصميم بين تخصيص مساحة للكتب مع إبراز العناصر الزخرفية، إضافة إلى مجموعة «طاولة أوربت» ذات الأسطح المعدنية الرقيقة المدعمة بقاعدة من الرخام الداكن زودت أصائص للنباتات. كما تقدم الغاليري عملاً نحتياً تركيبياً محدود الإصدار بعنوان «تحية»، يعتبر إشادة بثلاثية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إشارته إلى الحب والنصر والفوز. وتقدم المصممة الإماراتية الجود لوتاه مجموعتها الجديدة بعنوان «تِبْر» والمكونة من مجموعة من الأواني وأدوات المائدة ووحدات الإنارة المزيّنة بعناصر زخرفية من الذهب عيار 14 قيراطاً، والمستوحاة من الأنماط الزخرفية الموجودة على أحد الأبواب الخشبية القديمة لقصر مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وبدوره سيقدم «ديزاين سبيس» عملاً جديداً من إبداع المصممة المقيمة في الإمارات رند عبد الجبار، وهو سلسلة من الكراسي بعنوان «تكرار» (Loop). وتشهد دورة هذه السنة أيضاً إطلاق الذراع التجارية لمبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد بحلتها الجديدة والتي تحمل اسم «زوليا»، حيث تعرض مجموعة من أجود منتجات الصناعة اليدوية الأفغانية، إضافة إلى استضافة ورشة عمل في فن نسج السجاد. وللمرة الأولى، يستضيف المعرض برنامج حوارات خارج الموقع العام، وتحديداً في متحف الاتحاد، على هامش البرنامج العام للمعرض لتعمّ الأجواء الاحتفالية بالتصميم أرجاء المدينة. فتستضيف «هيئة دبي للثقافة والفنون» جلسات حوارية في متحف الاتحاد، احتفاءً بمبادرة عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدةوالإمارات العربية المتحدة، وضمن معرض التصميم البريطاني المعاصر «بريطانيا تتشكّل» Britain Takes Shape الذي يقام على هامش معرض «أيام التصميم دبي». ومن الأعمال الاستثنائية، ما قدّمه الفنان السعودي أحمد عنقاوي، وهو من مكةالمكرمة يستمد إلهامه الفني من بيئة الحجاز المعروفة بتراثها الثقافي، وتتميز أعماله بالتركيز على الجانب الإنساني، مع الاهتمام بالثقافة والتراث. خلال رحلاته في العالم العربي، زار عنقاوي أهم المدن التاريخية، واطلع على الورش والمعارض الفنية. وشملت جولاته دولاً عدّة منها مصر والمغرب وسورية وتونس. وهو يهتم بشكل خاص بالفنانين والحرفيين التقليديين، ودرس الأساليب المتبعة في كثير من المدارس الحرفية، والعلاقة بين المنتج التقليدي ومتطلبات السوق على حد قوله. ويؤمن بأن المصممين الصناعيين هم حرفيو اليوم. و «شيء» معرضه في «أيام التصميم دبي»، يقدم مجموعة من القطع الفنية ابتكرت بالهام من بيئات وتقاليد مختلفة في العالم العربي، وبدأ العمل عليها عام 2005، بالتعاون مع حرفيين عرب لتطوير هذه القطع وجعلها مناسبة لأساليب الحياة العصرية.