بعد مرور 50 يوماً على دخوله البيت الأبيض، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ خطوات عملية للتخلص من مدعين عامين ممن عينهم الرئيس السابق باراك أوباما، في خطوة اعتبرها الديموقراطيون «كيدية»، فيما أشاد بها الجمهوريون باعتبارها ضرورية لتفعيل قرارات الرئيس بدل تعطيلها لأسباب سياسية. في غضون ذلك، شنّ المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة بيرني ساندرز أعنف هجوم على ترامب واتهمه بأنه «يكذب كل الوقت». أتى ذلك في وقت وجه قاضٍ اتحادي في ولاية ويسكونسن أول ضربة قانونية لقرار الهجرة الجديد الذي أصدره ترامب، وذلك بوقف تطبيق القرار في ما يخص منع دخول زوجة وابنة لاجئ سوري سبق أن حصلتا على حق اللجوء بالفعل إلى الولاياتالمتحدة. والأمر الذي أصدره قاضي المحكمة الجزئية الأميركية وليام كونلي في ماديسون ينطبق فقط على عائلة اللاجئ السوري الذي رفع الدعوى من دون أسماء لحماية زوجته وابنته اللتين تعيشان في حلب. وطلب وزير العدل الأميركي جيف سيشنز في شكل مفاجئ من 46 مدعياً عاماً ممن عينهم أوباما ولم يقدموا استقالاتهم بعد، أن يفعلوا ذلك. ويضم هؤلاء مدعي عام مانهاتن بريت بهارارا الذي طالبه ترامب بعد انتخابه بالبقاء في منصبه. وعلى رغم أن المدعين يعينون بطريقة سياسية وأن طلب وزارة العدل في إدارة ترامب يأتي في إطار عملية روتينية، فإن الخطوة كانت مفاجأة. ولا تقوم كل إدارة جديدة بتغيير جميع المدعين العامين دفعة واحدة. وأكدت ناطقة باسم وزارة العدل أن طلبات الاستقالة شملت بهارارا الذي يتولى مكتبه بعضاً من أكثر القضايا التجارية والجنائية أهمية في النظام القضائي الفيديرالي. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت كل الاستقالات ستقبل في نهاية المطاف. وقال ناطق باسم وزارة العدل إن ترامب اتصل بالقائم بأعمال نائب وزير العدل دانا بوينتي ليرفض استقالته. كما اتصل برود روزنشتاين المدعي العام في ماريلاند الذي اختاره لمنصب نائب وزير العدل ليبقى في منصبه. الى ذلك، أفادت «سي أن أن» بأن متسللاً يحمل حقيبة على ظهره دخل ساحة البيت الأبيض قبل أن يعتقله أفراد الشرطة السرية عند مدخل قرب مقر إقامة الرئيس. وأشارت المحطة الى أن الاختراق الأمني وقع عند منتصف ليل الجمعة - السبت بتوقيت أميركا. وأوردت الشرطة السرية في بيان أن المشتبه به دخل إلى الساحة من الطرف الجنوبي قرب رواق ذي أعمدة حيث تلقى عادة الخطب الرئاسية. والمدخل قريب من مقر إقامة الرئيس. ولفت البيان الى أنه لم يتم العثور داخل حقيبة ظهر المتسلل على أي مادة تشكل خطراً. وشن المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز هجوماً لافتاً على ترامب وقال ان الرئيس الاميركي «يكذب كل الوقت» واتهمه ب «الاعتداء على الديموقراطية» في الولاياتالمتحدة. وقال ساندرز في مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» الصادرة في لندن أمس، إن «فورات» ترامب الأكثر إثارة للجدل والموجهة ضد الإعلام والقضاء وسائر مداميك الحياة العامة في أميركا، و «كذبه كل الوقت»، كل هذا «ليس عرضياً بل متعمد من أجل تقويض أسس الديموقراطية» في الولاياتالمتحدة. وأبدى ساندرز الذي كان يتحدث في مكتبه في مجلس الشيوخ قلقه من البرنامج الاقتصادي لترامب الذي وصفه بأنه «رجعي ويتعلق بالاعفاءات الضريبية لأصحاب البلايين»، كما أبدى قلقه لاقتطاعات مدمرة للبرامج التي تؤثر في الطبقة الوسطى». وعزا ساندرز لغة ترامب الشديدة القسوة الى «ميوله الاستبدادية».