أكدت الخرطوم أمس، استعدادها الكامل للتعاون مع المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وبناء شراكات مثمرة لكبح التعصب والتزمت والاستنزاف. وعُقدت في الخرطوم أمس، ورشة بعنوان «جهود السودان في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف» بمشاركة الأممالمتحدة وحضور لافت لممثلي السفارة الأميركية وسفارات الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال نائب الرئيس، رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح إن بلاده «التزمت التعاون والتنسيق المستمر مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لكسر شوكة الإرهاب والتطرف العنيف، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وجرائم الإتجار بالبشر وجرائم غسل الأموال». وذكر أنهم «ينطلقون من مرجعية وطنية حقيقية، وأُطر منهجية ذاتية لقبول تحدي مكافحة الإرهاب غير مترددين، لتحقيق العيش الآمن لكل الشعوب بهدف إنساني نبيل». وأكد صالح «دعم السودان لشراكة الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، اللذين نظما الورشة لتحصين الشباب والمجتمع السوداني من التطرف، والمضي قدماً مع المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة التطرف». وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، تاي بروك زيريهون، في كلمته إن «التطرف العنيف تهديد عالمي يتعدى الثقافات والحدود». ورأى أن «التطرف العنيف يؤثر في السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية، وعلى المجتمع الدولي مواجهة خطر العطالة والتهميش والفقر والهجرة غير الشرعية». وأوضح زيريهون أن «الأممالمتحدة ملتزمة مكافحة الإرهاب وستدعم السودان في هذا المجال، ليكون شريكاً قوياً لحسم التطرف العنيف». إلى ذلك، اعتبرت الحكومة السودانية أن إيواء جنوب السودان حركات مسلحة سودانية هو أكبر معوقات السلام في البلاد. وقال وكيل وزارة الخارجية عبدالغني النعيم لدى لقائه المبعوث البريطاني إلى السودان كرستوفر اتروت الذي يزور الخرطوم إن «من أكبر معوقات السلام وجود الحركات المتمردة في دولة جنوب السودان، والتي تجد الأيواء والدعم المستمر من الحكومة هناك». وكانت جوبا أعلنت منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن حركات التمرد السودانية غادرت جنوب السودان، مؤكدةً التزامها تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، إلى جانب نزع سلاح الجماعات المتمردة وطردها. وطالب النعيم، لندن ببذل مساعٍ مع متمردي «الحركة الشعبية – الشمال»، وحركات دارفور للانضمام إلى عملية السلام ووقف النار وتسهيل العمل الانساني في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر قبول المبادرة الأميركية في هذا الشأن. وأعلن المبعوث البريطاني عن اتصالات يجريها مع «الحركة الشعبية- الشمال» في شأن تقديم تنازلات في ملف المساعدات الإنسانية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وإقناعها بالتوقيع على مسودة اتفاق مقترح من قبل الجانب الأميركي.