أبدت ألمانيا مواقف متشددة من تلميح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى «ممارستها سلطات تستعيد فترة الحكم النازي» في الثلاثينات من القرن العشرين، بعد منع بلديات مدن في هذا البلد تجمعات لوزراء أتراك من أجل الترويج لمشروع النظام الرئاسي في بلدهم، والمطروح على استفتاء مقرر في 16 نيسان (أبريل) المقبل. وطالبت المستشارة أنغيلا مركل أمام البرلمان بوقف «المقارنات النازية»، فالعلاقات الوثيقة بين ألمانياوتركيا وشعوبنا لا تستحق ذلك، مشددة على رفضها «انتقال الصراعات الداخلية التركية إلى حياتنا مع مواطنينا الكثيرين من أصول تركية، إذ يجب أن ندعم طريقتنا في الحياة معاً، ونحسنّها». كما تعهدت «استخدام كل السبل المتاحة» لإطلاق مراسل صحيفة «دي فيلت» التركي دنيز يوجل الذي يحمل الجنسية الألمانية والموقوف بتهمة «الدعاية للإرهاب». ولم تتردد مركل بالتنديد برغبة أردوغان في توسيع صلاحياته، «خصوصاً بعدما اعتبرت لجنة تابعة لمجلس أوروبا أن المشروع يثير قلقاً متزايداً». لكنها استدركت بتعهد العمل للتقارب مع تركيا، «إذ ليس من مصلحتنا الجيوسياسية في مجال السياسة الخارجية والأمنية، أن نترك تركيا الشريكة في الحلف الأطلسي، تبتعد أكثر». وفي مواقف أكثر تشدداً، تحدث رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت عن نزعة «تسلطية» لدى أردوغان، فيما قال أندرياس شوير، الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا المتحالف مع حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي تتزعمه مركل: «صاحب الحملة الانتخابية أردوغان وأنصاره السياسيون غير مرغوب فيهم في ألمانيا»، علماً أنه كان يتوقع أن يزور أردوغان ألمانيا قبل الاستفتاء، ويشارك في تجمعات للترويج لحملة حض الأتراك المقيمين في ألمانيا، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين، على تأييد الاستفتاء. في المقابل، كرر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو «المقارنة النازية»، وقال: «لم نصف حكومة ألمانيا بأنها نازية، لكن ممارساتها تذكر بتلك الحقبة، وهو ما نتوفع أن تعالجه»، كاشفاً أن انقرة أبلغت برلين رغبتها في تنظيم 30 تجمعاً إضافياً مؤيداً لأردوغان في ألمانيا. وكان جاوش أوغلو توجه هذا الأسبوع إلى ألمانيا للدفاع عن توسيع صلاحيات الرئيس التركي. لكنه اكتفى بإلقاء كلمة من على شرفة القنصلية العامة لتركيا في المدينة أمام حشد صغير. ولم يخفِ الوزير غضبه من زعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز الذي يعارض مجيء المسؤولين الأتراك إلى هولندا. وسأل: «ما الفارق بين ما يفعله فيلدرز تجاه الأجانب في هولندا والنازيين؟ هو نفسه نازي، ونحن لا نخاف من العنصريين والفاشيين». وأكد أن «لا أحد يستطيع منعي من التوجه إلى هولندا» التي ألغت سلطاتها تجمعاً مؤيداً لأردوغان كان سيحضره غداً. لكنه قال أنه قد يؤجل زيارته إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية في هولندا في 15 الجاري. وأعلنت الحكومة السويسرية أنها تبحث طلباً من بلدية زيوريخ لمنع حضور جاوش أوغلو تجمعاً في مطلع الأسبوع لأسباب أمنية. إلى ذلك، كشفت السلطات النمسوية أن أنقرة رحّلت خمسة من مواطنيها أطلقوا تصريحات تنتقد الرئيس التركي أردوغان بعد احتجازهم في مطارات تركية.