أعلنت مؤسسة «موانئ دبي العالمية» امس، عزمها استثمار نحو 9.1 بليون درهم (نحو 2.5 بليون دولار) في 11 مشروعاً قيد التنفيذ حالياً، تتوزع بين أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا، فضلاً عن مشاريع الشركة في الصين وشبه القارة الهندية. وأكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة محمد شرف، أن الموقف المالي للشركة «قوي»، إذ تملك حالياً سيولة نقدية تزيد على 11 بليون درهم (نحو 3 بلايين دولار)، فيما لا التزامات مصرفية كبيرة على الشركة حتى عام 2012، الذي يشهد استحقاقات مالية بقيمة 3 بلايين دولار، في حين يأتي الاستحقاق المالي التالي خلال عام 2017 بقيمة 1.7 بليون دولار، كما تحلّ الالتزامات المالية الأخيرة على الشركة خلال عام 2027 وقيمتها 1.7 بليون دولار. وأشار في مؤتمر صحافي، إلى أن بيع اصول «موانئ دبي» أو تقليصها غير مطروح «نهائياً» على طاولة المفاوضات، خصوصاً أن الشركة تتمتع بموقف مالي جيد وتدفقات نقدية متزايدة، مع العلم انها تابعة لمؤسسة «دبي العالمية»، التي اثارت إعادة هيكلة ديونها البالغة 26 بليون دولار، «زوبعة في اسواق المال العالمية منذ اكثر من سنة». وتأتي تصريحات شرف، بعدما حققت «موانئ دبي العالمية» زيادة في نشاط الحاويات وارتفاعاً في ارباحها في النصف الاول من العام الجاري، إذ قفزت أرباحها الى 206 ملايين دولار، في مقابل 288 مليوناً في الفترة ذاتها من العام الماضي. وكانت سددت مطلع هذا العام فوائد وارباحاً من سندات وصكوك كانت اصدرتها سابقاً وفي الوقت المحدد، لتعزز صحة تقارير حول سلامة وضعها المالي، مقارنة بوحدات اخرى تابعة للمجموعة، وعلى رأسها شركة «نخيل» الرازحة تحت ديون كبيرة. ولم يشمل قرار إعادة هيكلة وحدات متعثرة من المجموعة المملوكة من حكومة دبي، مؤسسة «موانئ دبي العالمية». وأكد شرف أن «المشاريع التوسعية للمؤسسة، خضعت لدراسة بعد أزمة المال العالمية، بحيث يلبي هذا التوسع الحاجات الفعلية للسوق في كل منطقة، مع التركيز على الأسواق الناشئة التي تنمو في شكل استثنائي في الطلب على خدمات الشحن البحري ونقل الحاويات. وأشار الى ان الشركة، التي تعتبر الذراع الاستثمارية الدولية لحكومة دبي، لن تلغي أياً من مشاريعها التوسعية قيد التنفيذ، إنما «ستضبط إيقاع» تنفيذها ليتناسب مع الاحتياجات الفعلية لكل سوق، لضمان تحقيق أفضل عائد على استثمارات الشركة في المحطات البحرية. فرص جديدة وشدد على أن سياسات تقليص النفقات لن تمنع الشركة من استكشاف الفرص الجديدة واقتناصها عندما يكون الوقت والسعر مناسبين، على اعتبار ان استثمارات الشركة «يجب أن تبقى في إطار الأرباح والإيرادات الفصلية المحققة للحفاظ على مستويات جيدة من السيولة النقدية». وأعلن شرف إن محطة حاويات «كوشين» في ميناء «فالار بادام» في الهند، من المشاريع التوسعية التي أنجزتها الشركة، ويُتوقع افتتاحه نهاية العام الجاري. وان المحطة تتضمن خطين للسكة الحديد بقدرة استيعابية تبلغ 12 قطاراً يومياً، ويشهد الميناء نشاطاً كبيراً على صعيد منح عقود نشاط الحاويات وأعمال الخزن واللوجستيات. وأكد أن العمل لا يزال مستمراً في مشروع «ماسفلاكتي2» في ميناء روتردام الهولندي، متوقعاً انجاز أعمال الردم الرئيسة قريباً. ويأتي هذا المشروع بعدما فاز تحالف يضم «موانئ دبي العالمية» و4 شركات بحرية عالمية أخرى هي «ميتسوي أو إس كيه لاينز» و«هيونداي ميرجانت مارين» و«نبتون أورينت لاينز» و«سي أم إيه سي جي أم»، بمشروع إنشاء محطة الحاويات في ميناء روتردام وتطويرها. وأوضح شرف ان موانئ دبي تستحوذ على الحصة الكبرى في التحالف بنسبة 30 في المئة، وتتولى بدورها عملية إنشاء محطة الحاويات الجديدة وإدارتها كلياً، وتعد محطة الحاويات الجديدة ثاني أكبر محطة في ميناء روتردام، إذ يمكنها استيعاب كل أحجام سفن الشحن، ويُرجح أن تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 4 ملايين حاوية. وتضم قائمة المشاريع التوسعية الاخرى، ميناء «قاسم» في كراتشي، ومحطة حاويات جديدة في ميناء «كالاو» في بيرو ومحطة «إيمبرابورت» البرازيلية، التي تعد اكبر محطة بحرية متعددة الاستخدام في مدينة «سانتوس» في البرازيل، إذ يُبنى المشروع بمحاذاة ميناء «بورتو دي سانتوس» الواقع في ولاية ساو باولو، ويستحوذ على 90 في المئة من نشاطات البضائع في السوق المحلية. وفي افريقيا فازت «موانئ دبي العالمية» بعقد تشغيل محطة حاويات «المستقبل» وتطويرها في ميناء داكار في السنغال، إضافة إلى حق تطوير محطة حاويات جديدة في «بور دو فيتيور». ويعد ميناء «يارنكا» من أهم مشاريع «موانئ دبي العالمية» قيد التنفيذ، ويقع في قلب مدينة «أزميت» التركية التي تعد مركزاً لتصنيع السيارات وإنتاجها، فضلاً عن مشروع «لندن غيت واي» في بريطانيا.